حث محافظون معارضون في ألمانيا، اليوم الخميس، المستشار أولاف شولتس على السماح بإجراء تصويت على الثقة في الحكومة فورًا وإجراء انتخابات في يناير/كانون الثاني القادم.
ومساء أمس الأربعاء، قال المستشار شولتس إنّه أقال وزير المالية كريستيان ليندنر زعيم الحزب الليبرالي الشريك في الائتلاف الحكومي، ما تسبب بانهيار حكومته الائتلافية الثلاثية المنقسمة، وذلك بعد سنوات من بلوغ التوترات ذروتها بسبب خلافات حول كيفية سد فجوة مالية بمليارات اليورو في الميزانية وإنعاش أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي يتجه نحو عامه الثاني من الانكماش.
وجاء انهيار الائتلاف الحكومي الألماني عقب فوز مرشح الحزب الجمهوري الأميركي دونالد ترمب وعودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية.
"مكابح الديون"
وقد يتسبب انهيار الائتلاف في عرقلة قدرة أوروبا على توحيد موقفها إزاء قضايا متعددة من بينها احتمال فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة والحرب الروسية في أوكرانيا ومستقبل حلف شمال الأطلسي.
وقال شولتس، الذي يرأس الحزب الديمقراطي الاجتماعي المنتمي ليمين الوسط، إنه أقال وزير المالية، من الحزب الديمقراطي الحر الذي يتبع سياسات مالية محافظة، لمعارضته خطته لتعليق قانون "مكابح الديون" مجددًا في مسعى لزيادة الدعم المالي لأوكرانيا وتحفيز الاقتصاد الألماني المتعثر.
وقد أدى ذلك إلى انسحاب الحزب الديمقراطي الحر من الحكومة، تاركًا الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يتزعمه شولتس وحزب الخضر.
وأشار المستشار إلى أنه يعتزم إجراء تصويت برلماني على الثقة في حكومته في يناير/ كانون الثاني القادم، وهو تصويت من المرجح أن يخسره، مما قد يؤدي إلى إجراء انتخابات جديدة بحلول نهاية مارس/ آذار القادم، قبل ستة أشهر من انتخابات مقرر إجراؤها في سبتمبر/ أيلول القادم.
وجرى اختيار يورج كوكيس، المسؤول رفيع المستوى في المستشارية الألمانية ونائب وزير المالية، ليحل محل وزير المالية السابق كريستيان ليندنر في منصبه.
ويعتبر كوكيس، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي، من المقربين من المستشار شولتس.
"تصويت الثقة على الفور"
من جانبه، قال فريدريش ميرتس، زعيم المحافظين المعارضين الذين يتقدمون بفارق كبير في استطلاعات الرأي، إن الوقت يمضي بسرعة ويجب إجراء تصويت الثقة على الفور "بحلول بداية الأسبوع المقبل على أقصى تقدير".
وأضاف أن الانتخابات قد تُجرى في النصف الثاني من يناير/ كانون الثاني 2025.
وراح يقول ميرتس للصحفيين: "في الوقت الراهن، لن نستطيع ببساطة تحمل وجود حكومة دون أغلبية برلمانية في ألمانيا لعدة أشهر، ثم تليها حملة انتخابية لعدة أشهر أخرى، ثم ربما عدة أسابيع من المفاوضات لتشكيل الائتلاف"، مضيفًا بالقول: "الوقت عنصر حاسم".
وذكر ميرتس أنه سيحث شولتس على تسريع إجراء تصويت الثقة في الاجتماع المقرر بينهما ظهر اليوم.
وربما يضطر شولتس إلى الاستجابة لتلك الدعوات نظرًا لأنه، بسبب انهيار ائتلافه، سيحتاج إلى الاعتماد على أغلبية برلمانية مؤقتة لتمرير أي قرارات مهمة.