كشفت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا عن تفاصيل اتفاقية مشتركة تهدف إلى إنشاء أسطول جديد من غواصات تعمل بالطاقة النووية.
وستحصل أستراليا من الولايات المتحدة بموجب اتفاقية "أوكوس" على أول غواصة تعمل بالطاقة النووية من بين 3 على الأقل.
تتضمن الاتفاقية كذلك تبادل المعلومات والتقنيات في مجالات عدة من بينها الاستخبارات والحوسبة الكمية، فضلًا عن تزويد أستراليا بصواريخ توماهوك وكروز.
تعزيز السلام
الرئيس الأميركي جو بايدن أوضح أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز السلام في المنطقة، وأكد أن الغواصات ستعمل بالطاقة النووية وليست مزودة بأي سلاح نووي.
اتفاقية "أوكوس" التي تهدف إلى "مواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ"، لاقت ردود فعل غاضبة من بعض الأطراف؛ فقد نددت الصين بما وصفته برنامج التعاون الضخم، وحذرت من أن الاتفاقية تمثّل "طريقًا خاطئًا وخطيرًا"، كما اتهمت تحالف "أوكوس" بعرقلة جهود الحد من انتشار الأسلحة النووية.
روسيا بدورها أدانت الاتفاقية ووصفتها بأنها ستؤدي إلى مواجهة في آسيا تستمر لسنوات.
لتعزيز ردع #الصين ومواجهة التحديات العالمية الجديدة.. #أميركا و #بريطانيا تعتزمان تزويد #أستراليا بغواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية تقرير: أدهم مناصرة pic.twitter.com/ZjEI56Uwjs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 14, 2023
ويأتي التحالف في سياق التكتلات المستمرة التي يشهدها العالم وهو موجه بالدرجة الأولى لصالح تغيير ميزان القوة في آسيا والمحيط الهادئ.
إضافة إلى ذلك، فإن التحالف يأتي في سياق تعهد إدارة بايدن، بمنح الأولوية للتنافس الإستراتيجي مع الصين، وتعزيز التحالفات التقليدية لواشنطن.
كما يُظهر "أوكوس" الرغبة في وضع ترتيب ما لتقاسم المعلومات الاستخباراتية بين 5 دول ناطقة بالإنكليزية هي أميركا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
نمو قدرات الصين
في هذا السياق، يرى مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هادسون ريتشارد ويتز أن "الهدف من هذه الاتفاقية هو دعم شركاء واشنطن في المنطقة".
ويوضح ويتز، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن "الاتفاقية ستنشط بالدرجة الأولى لتحسين التعاون بين أميركا وبريطانيا وأستراليا لمقاومة الصين في مجال صناعة الصواريخ والتكنولوجيا الدقيقة".
ويؤكد ويتز أن "هذه الاتفاقية ستؤثر على موازين القوة في المنطقة، لأنها ستدعم دول المحيط الهادئ في حال حصول أي عدوان من قبل بكين".
ويشدد على أنه "في ظل نمو قدرة الصين العسكرية، يجب مواجهة ذلك من خلال استعادة التوازن".
خداع أستراليا؟
في المقابل، يعتبر رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية جاو تشكياي أن "الاتهامات عن تطوير الصين لقدراتها العسكرية هي افتراءات، والإنفاق الوطني لبكين هو أقل مما تنفقه واشنطن".
ويشير تشكياي، في حديث إلى "العربي" من بكين، إلى أن الصين تعارض "أوكوس" لأنها "انتهاك صارخ لاتفاقية الحد من الأسلحة النووية، ولالتزام أستراليا بترك منطقة المحيط الهادئ خالية من النشاط العسكري".
#مباشر | مؤتمر صحفي للرئيس الأميركي مع رئيسي حكومة #بريطانيا و #أستراليا في الولايات المتحدة https://t.co/vK79HfEAVU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 13, 2023
وإذ يتساءل عن سبب عدم إعطاء هذه الأسلحة إلى دول أخرى، يستخلص الباحث الصيني بأن الخطوة الأميركية موجهة ضد بكين.
ويقول: "الولايات المتحدة تخدع الشعب الأسترالي، وما يحصل هو فقاعة خصوصًا أن أحدًا لم يهدد أستراليا بالهجوم عليها".
الحفاظ على التوازن
من جهته، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر حسن البراري أن "كل السيناريوهات في منطقة المحيط الهادئ باتت مفتوحة على مصراعيها".
ويشير البراري، في حديث إلى "العربي" من عمان إلى أن "الإستراتيجية الأمنية الأميركية تقوم اليوم على مواجهة الصين عبر شبكة من التحالفات".
ويؤكد البراري على أن "الصين تحاول اليوم رفع قدرة جيشها وتقوم بإعداده ماليًا وعسكريًا".
ويقول: "السياسة الأميركية تقوم اليوم على احتواء الصين لكي لا تتوسع في المنطقة وتشكيل تهديد للدول الآسيوية".
ويضيف: "تزويد أستراليا بالأسلحة يصب في مصلحة الولايات المتحدة للمحافظة على توازن القوة في منطقة المحيط الهادئ".