مع بدء شهر رمضان، تتجدد الأسئلة التي تطرح بشأن التمارين الرياضية، من حيث موعد ممارستها ودرجة كثافتها وأي أثر تتركه على الصائمين.
حتى أن البعض يسأل إن كان من الأفضل التوقف عن ممارسة التمارين خلال شهر الصوم واستئنافها بعد العيد، حيث يُعتقد أن الصيام مشقة للجسم ولا بد من اللجوء إلى النوم أو الاسترخاء بانتظار مدفع الإفطار، وأيضًا بعد كسر الصيام. فما الذي يقوله المتخصصون عن ممارسة الرياضة في شهر رمضان؟
ممارسة الرياضة في شهر رمضان ضرورية
يؤكد الأطباء وأخصائيو التغذية على أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية في جميع الأوقات، بغرض الحفاظ على وضع صحي سليم وعلى توازن نفسي وجسدي.
كما يجمع الأخصائيون وخبراء الرياضة على أن أفضل وقت لممارسة الرياضة في شهر رمضان يكون في فترتين: إما قبل الإفطار بساعة إلى ساعتين، أو بعد الإفطار بثلاث أو أربع ساعات. ويوضحون أن اختيار الفترة يتوقف على العمر والحالة الصحية ومعايير أخرى.
وفي هذا الصدد، يشدد مدرب الرياضة الخاص محمد حسين، على الفوائد التي تعود بها ممارسة الرياضة في شهر رمضان، ولا سيما خلال ساعات الصيام.
ويشرح أن الجسم يدخل حينها حالة يستهلك فيها الدهون، ويحوّلها إلى طاقة بطريقة أكثر فعالية.
ويوضح أن أنواع الرياضة التي يجب ممارستها تختلف من شخص إلى آخر، لكن أفضلها بشكل عام في رمضان التمارين المتوسطة الشدة كالتقوية واستخدام الأثقال المتوسطة وتمارين المقاومة، بحيث لا يعطش الجسم كثيرًا.
ويفضل حسين "ممارسة الرياضة قبل الإفطار، وذلك لأن مخزون الدهون يخفّ حيث يقوم الجسم بحرقه وببناء الكتلة العضلية".
هل يجب التوقف عن ممارسة الرياضة في رمضان؟
بدوره، يؤكد المدرب الرياضي يوسف قريب أوغلو، أن الصيام لا يعيق ممارسة الرياضة، وهو يشجع أيضًا على ممارسة الرياضة في شهر رمضان قبل الإفطار.
ويشرح في إطلالة أرشيفية من استديوهات "العربي"، أن الجسم فيما يخسر كمية كبيرة من الدهون، تتحضر العضلات فيه لاستقبال الغذاء الذي تحتاجه وسيصلها عند الإفطار.
أما في حال ممارسة التمارين بعد الإفطار، فيدعو إلى تأخيرها إلى أكثر من 4 ساعات إن كانت الوجبة غنية بالدهون.
وبينما يحثّ على تناول إفطار متوازن، يذكر بتأثير نوعية الأكل على الجسم خلال ساعات الصيام في اليوم التالي، حيث سيزيد الطعام الغني بالدهون من حاجة الجسم إلى الماء.
ويتوقف عند لجوء البعض إلى التوقف تمامًا عن ممارسة الرياضة في شهر رمضان، مؤكدًا رفضه لهذا الأمر.
ويشير إلى أن الجسم سيحتاج - بمضي 30 يومًا من دون تمارين - إلى وقت للتأقلم مع فكرة العودة إليها، أضف إلى ذلك ما سيخسره خلال شهر من الانقطاع على مستوى العضلات، فيما ستزداد في المقابل نسبة الدهون في الجسم.
