Skip to main content

35 عامًا على اغتيال خليل الوزير.. مهندس الانتفاضة وأحد رموز المقاومة

الأحد 16 أبريل 2023

كان خليل الوزير "أبو جهاد"، أحد أكثر الشخصيات الفلسطينية التي أرّقت الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود. داخل فلسطين وخارجها، ظلت مقاومة الاحتلال غايته، وظل هو هدفًا على رأس قائمة الاغتيالات.

في 16 أبريل/ نيسان 1988، تمكنت إسرائيل - وعبر عملية نفذتها فرقة كوماندوز - من اغتيال خليل الوزير في منزله في تونس. فاستشهد وسط عائلته، فيما كان يخط رسالة الانتفاضة.    

من هو خليل الوزير؟

لُقب أبو جهاد بـ"أمير الشهداء"، و"مهندس الانتفاضة الأولى"، وعُد رمزًا من رموز المقاومة. وجاءت هذه الألقاب وأخرى اختصارًا لمسيرة نضالية أو توصيفًا لإحدى محطاتها.   

وُلد خليل الوزير عام 1935 في مدينة الرملة، التي غادرها إلى غزة مع عائلته إثر النكبة. وظلت تلك المأساة في ذهنه تعيش في كل أفكاره، وفق ما قالته زوجته انتصار الوزير، شريكته في الزواج والنضال، في إطلالة سابقة عبر "العربي" ضمن برنامج "وفي رواية أخرى". 

وشددت على أن "أبو جهاد لم ينس النكبة يومًا، وكان يحدثني وأولادنا عنها دومًا".

عن غزة أبعدته السلطات المصرية بعد اكتشاف دوره في عمليات فدائية طالت أهدافًا للاحتلال. وبعدما درس في جامعة الإسكندرية انتقل إلى السعودية ثم الكويت، فتعرف هناك على ياسر عرفات وشارك في تأسيس حركة فتح.

عام 1963 غادر خليل الوزير إلى الجزائر، بعد سماح السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لفتح فتولى مسؤوليته، ثم انتقل إلى دمشق ليؤسّس مقر القيادة العسكرية عام 1965.

كان أبو جهاد عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني والرجل الثاني في حركة فتح

والوزير الذي تم تكليفه بالمسؤولية عن العلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، شارك في حرب 1976، وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الاحتلال في منطقة الجليل الأعلى.

ومن العمليات ضد الاحتلال التي كان مسؤولًا عنها في مسيرته النضالية؛ عملية نسف خزان زوهر عام 1955، وعملية نسف خط أنابيب المياه "نفق عيلبون" عام 1965، وعملية فندق "سافوي" في تل أبيب عام 1976، وعملية دلال المغربي عام 1978، وقصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981.

كما لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن بيروت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وفي أسر جنود إسرائيليين في لبنان، ومبادلتهم بآلاف الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين. 

إلى ذلك، عُرف خليل الوزير بكونه مهندس الانتفاضة الأولى عام 1987، إذ رسم برنامجها في رسالته الشهيرة بعنوان "لنستمر في الهجوم، لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة".

وعلى المستوى السياسي والتنظيمي، كان أبو جهاد عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني والرجل الثاني في حركة فتح، وقد تولى منصب نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية وكان عضوًا بالمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

اغتيال خليل الوزير

نفذت عملية اغتيال خليل الوزير فرقة كوماندوز إسرائيلية ليلًا، وشاركت فيها طائرتان عموديتان و4 سفن وزوارق مطاطية ونحو 20 عنصرًا من وحدة الاغتيالات الإسرائيلية.

كان ذلك ليل 15 -16 أبريل 1988، حينها تسللت الفرقة إلى المنطقة واقتحمت منزل عائلة أبو جهاد، والذي كان يتردد عليه دون أن يستقر فيه.

روت انتصار الوزير عبر "العربي" كيف تم اقتحام المنزل فيما كان زوجها منهكمًا يكتب رسالة لقادة الانتفاضة، حيث استل على الفور مسدسه من الخزانة. 

وتحدثت عن أربعة ملثمين كانوا قد اقتحموا المكان برشاشاتهم. وبعدما بادر إلى إطلاق رصاصة واحدة باتجاههم، أطلق أحدهم النار عليه، ثم تناوبوا تباعًا على إفراغ رصاصاتهم في جسده.   

وبينما أشارت إلى أن أبو جهاد كان يعرف أنه على رأس لائحة الاغتيالات، قالت إنه كان يؤمن بأن هذا قدره مع حرصه ومحاولته تفادي الأمر، مردفة بأنه "ما زال يعيش في قلوب الملايين".

قبل نحو عقد من الزمن، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وفي أول إقرار لإسرائيل بالاغتيال، أن وحدة كوماندوز إسرائيلية بقيادة ناحوم ليف نفذت اغتيال خليل الوزير في أبريل 1988 في العاصمة تونس.

ونشرت في ذلك الوقت صورة قائد وحدة الكوماندوز، الذي لقي حتفه في حادث سير سنة 2000، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة