أُحيط نادي بوهيميان غروف المخصص للرجال الأثرياء بالسرية الشديدة والغموض منذ تأسيسه قبل أكثر من 150 عامًا.
ما سُرب عن طقوسه بدا غريبًا، فيما أُفيد عن محادثات فائقة السرية يشهدها، وصفقات تاريخية أُبرمت فيه منها ما أدى إلى تطوير القنبلة الذرية الأميركية.
وقد عاد إلى الضوء مؤخرًا بعد زيارة إليه قام بها قاض في المحكمة العليا الأميركية صحبة أحد المليارديرات الجمهوريين، وذلك لحضور أحد الاجتماعات السرية.
فما الذي نعرفه عن نادي بوهيميان غروف؟
تشكل النادي البوهيمي في سان فرنسيسكو عام 1872 من قبل مجموعة من الصحافيين والفنانين والموسيقيين.
بعد 6 سنوات، بدأ اجتماعاته في بوهيميان غروف وهو منتجع ريفي يمتد على مساحة 2700 فدان يحوي أشجار الخشب الأحمر العملاقة. ومع مرور الوقت، بدأ النادي بالسماح لرجال الأعمال والسياسيين بالانضمام إليه.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، يعقد النادي اجتماعه السنوي في شهر يوليو/ تموز من كل عام، حيث يلتقي بعضًا من أغنى وأقوى الرجال في العالم.
يشار إلى أن من الشخصيات الكبيرة التي عُدت أعضاء في النادي، الذي يضم قائمة سرية بحوالي 2500 عضو: هربرت هوفر، ورونالد ريغان، وريتشارد نيكسون، ومارك توين، وكلينت إيستوود.
إلى ذلك، يرفع نادي بوهيميان غروف شعار "عناكب النسيج لا تأتي هنا"، وهو مقتطف من عمل كوميدي لشكسبير يعني أن تترك الصفقات التجارية في الخارج، لكنه شعار تورد "بي بي سي" أنه تم تجاهله في كثير من الأحيان.
وتفيد "واشنطن بوست" بأن بعضًا من أهم الرجال في تاريخ أميركا عقدوا عدة صفقات في النادي. ولعل واحدًا من أشهرها هو اجتماع التخطيط لمشروع مانهاتن عام 1942، والذي أدى لاحقًا إلى تطوير القنبلة الذرية.
ما الذي تخفيه أروقة نادي بوهيميان غروف؟
حافظ النادي على سريته المطلقة. ومعظم ما يعرف عنه كان من الأشخاص الذين تسللوا إلى "مخيمه ومكان إقامة طقوسه".
ويعتبر فيليب وايس أول هؤلاء المتسللين. وقد نشر مقالًا عام 1989 في مجلة "spy" بعدما حضر مخيمًا للنادي وصفه بأنه "أكثر حفلات الأخوة حصرية على وجه الأرض".
وأشار في حينه إلى أن أعضاء النادي يفرطون في تناول الكحول والتبول في الهواء الطلق.
وفي عام 2000، تسلل المذيع أليكس جونز أيضًا إلى الداخل، واستطاع تصوير حفل تحرق فيه دمية أمام مجسّم لبومة "احترامًا لأشجار الخشب الأحمر".
يجتمع فيه أغنياء العالم ومخصص للرجال فقط يقومون خلاله بطقوس غريبة ويبرمون صفقات ضخمة.. ماذا تعرف عن نادي "بوهيميان غروف"؟ pic.twitter.com/gpQOOXviQi
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) April 13, 2023
وتفيد الموسوعة البريطانية بأن "هذا الطقس مستمر منذ عام 1881". كما تلقى محاضرات غير رسمية تسمى "محادثات ليكسايد"، تراجَع خلالها السياسة الحكومية بعيدًا عن أعين الجمهور.
من جانبه، وعلى الرغم من أن النادي ظل في الخفاء إلا أن متحدثًا سابقًا باسمه حاول تفنيد التقارير التي أُثيرت بشأن المكان. ونقلت "واشنطن بوست" عنه قوله إن الأشخاص الذين يتجمعون هناك "يتشاركون شغفًا بالهواء الطلق والموسيقى والمسرح".
