تحتدم المعارك الطاحنة بين الجيش اليمني وقوات الحوثي جنوبي مدينة مأرب، حيث يتصاعد القتال عند مضيق جبل المراد الذي يُعدّ خط المواجهة الأوّل بين الطرفين في مديرية الجوبة وسط اليمن.
والأربعاء، أعلن الحوثيون سيطرتهم على مديرية الجوبة، بعد أن بدأت قواتهم باجتياحها في وقت سابق من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، واستطاعوا التقدّم في عدد من مناطقها.
في المقابل، نفت القوات الموالية للحكومة سيطرة جماعة الحوثي على الجوبة، وأكدت أن اشتباكات مع الجماعة ما تزال تدور إلى الشمال من المديرية بعد تعزيز دفاعاتها في تلك المناطق.
من جهتها، قالت مصادر: إن الجيش اليمني بدأ في تنفيذ هجوم مضاد في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب بهدف استعادة المواقع التي خسرها.
ومنذ فبراير/ شباط، صعّد الحوثيون عملياتهم العسكرية للسيطرة على مأرب، وهي آخر معقل يقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا في الشمال.
وأمس الخميس، أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية مقتل 95 مقاتلًا من جماعة الحوثي في غارات جوية خلال الساعات الـ24 الماضية على منطقتين قرب مأرب الاستراتيجية، فيما قال الحوثيون إنّ قواتهم باتت تحاصرها من عدة جهات.
وتكمن أهمية مديرية الجوبة في أنها بمثابة البوابة الجنوبية لمحافظة مأرب، وتبعد عن مركز المدينة نحو 30 كلم.
"معارك محتدمة"
وأوضح رشاد المخلافي، الصحافي المتخصّص في الشأن العسكري، من مأرب، أن المعارك محتدمة بشدة في أطراف مديرية الجوبة، لافتًا إلى أن الجيش يسيطر على الأطراف الشمالية للمديرية.
وتحدّث المخلافي لـ "العربي"، عن خسائر بشرية كبيرة وعسكرية في صفوف الحوثيين الذين استطاعوا في الفترة الأخيرة، نتيجة عوامل عدة، تحقيق تقدّم في تلك المناطق، لكنّها باتت الآن تُجابه مقاومة كبيرة من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية.
وأضاف أن المجلس الانتقالي قطع طرق الإمداد أمام الجيش اليمني في البيضاء، ما أعاق تحرير محافظة البيضاء، وبالتالي انهارت المقاومة والجيش، وتمدّدت الميليشيات وعزّزت قواتها باتجاه عسيران وحريب والجوبة.
وأوضح أن الجيش اليمني "أعاد ترتيب صفوفه، ويخوض معركة استنزاف ضدّ الحوثيين، ما أدى إلى خسائر فادحة بالمئات في صفوف هذه الميليشيات".
ونقل المخلافي معلومات استخباراتية تُفيد بأن مستشفيات صنعاء تستقبل مُقاتلين أجانب من إيرانيين ولبنانيين وعراقيين كانوا يُشاركون مع الحوثيين في المعارك المباشرة في مأرب.
وشرح أن القبائل كان لها دور كبير في مواجهة الحوثيين، حيث شكّلت كتلة مقاومة صلبة أمام التوغّل الحوثي على حد تعبيره.
وأشار إلى أن الحوثيين يستخدمون صواريخ باليستية في قصف القرى.
ولفت إلى أن المعارك في مأرب ستكون خلال الأيام المقبلة "معركة استنزاف" لصالح الجيش اليمني.
