أُصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق، اليوم الجمعة، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاههم عند مدخل المقبرة اليوسفية، بالقدس المحتلة، كما اعتقلت شابين.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة صوب الأهالي خلال المواجهات التي اندلعت في محيط المقبرة اليوسفية، ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق، نقل 3 منهم إلى المستشفى بحسب ما أكده الهلال الأحمر الفلسطيني.
#شاهد | جنود الاحتلال يمطرون المواطنين بقنابل الغاز والصوت في محيط #المقبرة_اليوسفية بعد أدائهم صلاة الجمعة في #المسجد_الأقصى pic.twitter.com/EOXl2lexyO
— ميدان القدس (@MaydanAlquds) October 29, 2021
كما منعت قوات الاحتلال عائلات الموتى والمقدسيين من دخولها، واعتقلت 4 مقدسيين واعتدت عليهم بالدفع والضرب خلال الاعتقال.
وسلطات الاحتلال التي تواصل اعتداءاتها على المقبرة اليوسفية، تجري منذ 11 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عمليات حفر وتجريف فيها، في مسعى لتحويلها إلى حديقة، باعتباره جزءًا من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، وتنظيم مسار لهم وللسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها.
وأدت عمليات الحفر والتهويد التي تقوم بها بلدية الاحتلال في القدس للمقبرة، إلى ظهور رفات وعظام عشرات الشهداء والموتى، حيث هب المقدسيون لرفض هذه الأعمال، ولحماية قبور موتاهم.
أجواء متوترة تشهدها المقبرة اليوسفية هذه الأثناء.. الاحتلال يمنع الشبان وعائلات الموتى من الدخول للمقبرة ويطردهم من محيطها pic.twitter.com/2Wane4rki5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 29, 2021
وضع كاميرات مراقبة
وكانت السلطات الإسرائيلية، قد وضعت كاميرات مراقبة بالمقبرة يوم الخميس، بعد أن استكملت إغلاق جزء منها، لتحويله إلى "حديقة توراتية".
كما تمنع منذ عدة أيام، المواطنين الفلسطينيين من الدخول إلى الجزء الذي تنوي تحويله إلى حديقة رغم وجود قبور فيه.
والحدائق التوراتية، هي أماكن تزعم إسرائيل، أن وجودًا يهوديًا كان في مكانها، في الأزمان القديمة.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد جددت الإثنين الماضي، أعمال تجريف في المقبرة اليوسفية، رغم احتجاجات السكان الفلسطينيين.
ويواصل فلسطينيون منذ 6 أيام احتجاجاتهم على أعمال التجريف الجارية في المقبرة التي يعود تاريخها لمئات السنين، ويؤدون صلاتي المغرب والعشاء على مقربة من المقبرة للتعبير عن احتجاجهم.
موقع تاريخي
وتُعد مقبرة "اليوسفية" إحدى أبرز المقابر الإسلامية في القدس، ومن بينها: مقبرة النبي داود، ومقبرة المجاهدين، ومقبرة مأمن الله، التي قامت آليات الاحتلال بأعمال تجريف داخلها لإقامة "متحف التسامح".
وتقع "اليوسفية" شمال مقبرة الرحمة، وبمحاذاة سور القدس الشرقي على مساحة تُقدّر بـ14 دونمًا، ويعود تاريخ إنشائها إلى العهد الأيوبي، وهي تضم حيّزًا للشهداء العرب الذين استشهدوا في حرب 1967.
وتشير بعض المصادر إلى أن التسمية جاءت نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، واسمه يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي".