الجمعة 11 أكتوبر / October 2024

تهديدات فاغنر بالانسحاب من باخموت.. ما دلالاتها وأثرها على سير المعارك؟

تهديدات فاغنر بالانسحاب من باخموت.. ما دلالاتها وأثرها على سير المعارك؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش دلالات تهديد قائد مجموعة "فاغنر" بسحب قواته من باخموت بسبب نقص الذخيرة (الصورة: رويترز)
قائد فاغنر أكد أن موارد المجموعة نفدت للتقدم في باخموت منذ أوائل الشهر الجاري، لافتًا إلى أن "موارد العدو تفوق مواردنا بخمسة أضعاف".

ليست المرة الأولى التي يهدّد فيها يفغيني بريغوجين، مالك شركة المقاولات العسكرية الروسية "فاغنر"، بسحب قواته من المعركة التي طال أمدها في مدينة باخموت شرقي أوكرانيا.

بريغوجين الذي اتهم في تصريحاته القيادة العسكرية الروسية بالتسبب في تكبد "فاغنر" خسائر فادحة، أكد أن موارد المجموعة نفدت للتقدم منذ أوائل الشهر الجاري، لكنها تتقدم على الرغم من "حقيقة أن موارد العدو تفوق مواردنا بخمسة أضعاف لنقص الذخيرة".

وذهب أبعد من ذلك بجدولة العاشر من مايو/ أيار الحالي موعدًا لانسحاب قواته، وترك زمام الأمور للجيش الروسي، لأنه بحسب البيان بدون ذخيرة وقوات "فاغنر" محكوم عليها بموت لا معنى له.

قد تضع روسيا في مأزق كبير

وتأتي تهديدات فاغنر الأخيرة بالانسحاب من معركة باخموت، من ما تُعد أطول معركة في الحرب الأوكرانية حتى الآن، وأكثرها دموية مع أكثر من 8 أشهر من القتال ومقتل الآلاف من الطرفين.

وإن تحققت هذه التهديدات، فهي ستضع روسيا في مأزق كبير، مع ما لمدينة باخموت من قيمة عسكرية وتكتيكية بالنسبة لموسكو.

فالمدينة تقع على بعد حوالي 55 كلم شمال العاصمة الإقليمية دونيتسك، وأصبحت رمزًا مهمًا للمقاومة الأوكرانية.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذّر الغرب من أن استسلام باخموت سيتطلب من أوكرانيا تقديم تنازلات غير مقبولة.

إلى ذلك، تحجم موسكو عن التعليق بشأن تصريحات قائد مجموعة فاغنر بالانسحاب من ميدان المعارك بسبب نفاد الذخيرة. 

واكتفى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول إنه اطلع على إشارات إلى تلك الإصلاحات في وسائل الإعلام.

وسبق أن ثارت ثائرة فاغنر بسبب نقص الذخيرة، حيث هدد بريغوجين بالانسحاب من باخموت في مقابلة مع مدون عسكري روسي في حال لم يتحسن وضع الدعم.

وبالتزامن مع بيان فاغنر الأخير، أفادت قنوات التواصل الاجتماعي الروسية بانضمام نائب وزير الدفاع الروسي الأسبق العقيد ميخائيل ميزيتتسيف إلى مجموعة فاغنر كنائب قائد.

وأكد مسؤولون غربيون أن ذخيرة روسيا قد نفدت بالفعل، مستدلين على ذلك بتحول الصراع الدائر منذ 14 شهرًا إلى حرب استنزاف في الشتاء، لجأ فيها الطرفان إلى تكتيك القصف بعيد المدى.

"فاغنر قامت بمهمتها في باخموت"

ويلفت الدبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف، إلى أنه خلال 8 أشهر من وجود مجموعة فاغنر في باخموت كانت تجري معركة طويلة وشرسة.

ويؤكد في حديثه إلى "العربي" من موسكو، أن المعركة كانت دموية من الطرفين: الأوكراني وشركة فاغنر.

وبينما يشير إلى أن "بريغوجين ليس قائد فاغنر"، يتحدث عن ضباط متقاعدين هم من يقودون المعركة من الناحية العسكرية.

ويذكر بأن بريغوجين رجل أعمال ولم يخدم يومًا واحدًا في الجيش، لافتًا إلى أن الرجل نظّم شركة عسكرية خاصة كرجل أعمال، وهي تشترك في بعض الأحداث خارج حدود روسيا الفدرالية.

وماتوزوف الذي يوافق على التحليلات التي تقول إن لا قيمة إستراتيجية لمدينة باخموت، يرى أن قرار الانسحاب هو لأن فاغنر قامت بمهمتها في المدينة، وهي ليست الحرب مع الجيش الأوكراني، بل استدراج احتياطات القوات المسلحة الأوكرانية إلى المعركة.

ويذكر بأنه بعد مرور فترة الاستدراج، هناك مرحلة جديدة حيث سيبدأ الجيش الأوكراني هجومًا على مواقع الجيش الروسي، لذا انتهت مهمة بريغوجين، وهو مضطر لترك المواقع أو تسليمها إلى الجيش النظامي.

"نزاع يظهر ضعف الجيش الروسي"

بدوره، يشير النائب في البرلمان الأوكراني أوليكسي جونشارينكو إلى وجود نزاعات في الجيش الروسي بشكل كبير، متحدثًا عن خلاف بين قادة فاغنر وقادة الجيش الروسي.

ويقول في مداخلته عبر "العربي" من كييف، إن النزاع كبير وعميق، ما يظهر ضعف الجيش الروسي.

ويؤكد وجود انزعاج من هجمة الرد المنتظرة من أوكرانيا، قائلًا هو "يريد الآن مغادرة المركز في باخموت لأنه يشعر أنه سيخسر هذه المعركة، ولا يريد أن يكون مسؤولًا عن هذا الوضع".

وبرأيه، يظهر هذا الأمر ضعف الجيش الروسي ووجود اختلاف في العناصر الداخلية.

وفيما يشدد على أن أوكرانيا ستحاول استعادة أراضيها، يتحدث عن هجمة مرتدة يجري التحضير لها. ويعرب عن اعتقاده بأنها ستبدأ في وقت قريب، آملًا أن تكون النتائج ناجحة. 

"أمر مسيء إلى العمليات العسكرية"

من جانبه، يوضح الخبير العسكري والإستراتيجي الياس حنا أن القانون الروسي لا يلحظ ما يُسمى بشركة أمنية خاصة.

ويذكر في حديثه إلى "العربي" من بيروت، بأن فاغنر كانت شركة سرية لا تعترف بها موسكو ولا الجيش الروسي، وساهمت في العام 2014 بضم شبه جزيرة القرم، واشتبكت في سوريا مع الأميركيين، متوقفًا أيضًا عند دورها في إفريقيا.

ويقول إن فاغنر هي يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث يمكن "النكران".

ويلفت إلى أنه مع بدء الحرب في أوكرانيا تبيّن أن الجيش الروسي لم يحترم أهم مبادئ الحرب؛ ومنها على سبيل المثال وحدة القيادة. ويشرح أن هذه الأخيرة تتطلب وجود قائد مسؤول عن المسرح الأوكراني ككل، وهو ما لم يكن متوفرًا، فلكل محور من محاور الهجوم كان هناك قائد مختص.

ويذكر بأنه عند الحديث عن الجيش الروسي النظامي يتم الحديث أيضًا عن المجموعة الشيشانية وفاغنر، قائلًا إن هناك عدة جيوش في الوقت نفسه دون وحدة في القيادة.

حنا الذي يقول إن القوات الأوكرانية تستنزف أيضًا الجيش الروسي وحتى قوات فاغنر، يعتبر أن الانسحاب من باخموت والجدل على صعيد القيادات وصولًا حتى مستوى وزارة الدفاع أمر مسيء جدًا إلى العمليات العسكرية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close