Skip to main content

العدوان الإسرائيلي على غزة.. ما هي مسارات التصعيد والتهدئة؟

الأربعاء 10 مايو 2023

أكثر من 20 شهيدًا في قطاع غزة، تقصف إسرائيل المناطق السكنية، تقتل النساء والأطفال والمقاومين.

صباح الثلاثاء، اغتالت إسرائيل ثلاثة من قادة حركة "الجهاد الإسلامي" مع عائلاتهم، في غارات هدفت، وفق بيان الجيش الإسرائيلي، إلى اغتيال أبرز قادة "سرايا القدس" المسؤولين عن إطلاق صواريخ صوب غلاف قطاع غزة أو القيادات المسؤولة عن توجيه العمليات في الضفة الغربية.

واليوم، جاء ردّ فصائل المقاومة على عملية الاغتيال. في الردّ الفلسطيني، إشارات عديدة، ففصائل المقاومة أخذت وقتها لدراسة طبيعة الردّ. انتظرت يومًا كاملًا حتى اتخذت قرارها مجتمعة بقصف إسرائيل، لتشمل مناطق القصف غلاف غزة، وصولًا إلى تل أبيب.

تؤكد الفصائل على وحدتها، وتُشير إلى ذلك في بيان الغرفة المشتركة لفصائلها، وتؤكد جاهزيتها لمواصلة الردّ في حال واصل الاحتلال استهداف المدنيين.

وتُحاول إسرائيل تفكيك مشهد الوحدة الفلسطينية هذا، أو تشتيته، فهي اختارت أولًا اغتيال قادة "الجهاد" فقط. وأشار إلى ذلك أيضًا الجيش الإسرائيلي، مؤكدًا أنّ هجماته المستمرّة في قطاع غزة تستهدف مراكز ومنصّات حركة "الجهاد".

وبذلك، تحاول إسرائيل تجنّب أي معركة مع باقي الفصائل، وعلى رأسها حركة "حماس".

وردّ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية على محاولات الاحتلال، ويقول إنّ المقاومة موحّدة في موقفها، وأنّها في حالة جهوزية دائمة للتعامل مع أي تمادٍ من جانب الاحتلال.

وما بين تهديد الاحتلال بالتصعيد وردّ المقاومة بالجاهزية للتعامل معه، تبرز الوساطات الإقليمة والدولية، وتدخل على الخط محاولة تهدئة الأوضاع، وعودة سريان وقف إطلاق النار.

"الكلمة متروكة للميدان"

وفي هذا الإطار، أوضح طارق سلمي، المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي"، أنّ الحديث عن تهدئة مبكر، وأن الغرفة المشتركة للفصائل تؤكد أنها لن تتراجع أو تستلم بل ستواصل المواجهة والردّ على جريمة الاحتلال في قطاع غزة.

وقال سلمي، في حديث إلى "العربي، من غزة، إنّ فصائل المقاومة فرضت معادلة جديدة على الاحتلال، بحيث إنه يستطيع بدء الحرب، لكنّه لا يستطيع أن يُنهيها، مضيفًا أن المقاومة هي التي تفرض قواعد الاشتباك أي القصف يقابله القصف، والاعتداء يقابله اعتداء.

وأشار إلى أن المشاورات والتنسيق بين فصائل المقاومة الفلسطينية مستمرّ على أعلى المستويات، حيث تعبّر عن استعدادها لمواصلة المعركة والتمسك بنهج المقاومة.

وشدّد على أن الكلمة الآن متروكة للميدان الذي يحدّد طبيعة السيناريوهات والخيارات والمدى.

"نتنياهو سيُحاول إنهاء عدوانه في أسرع وقت"

من جهته، اعتبر مطانيوس شحادة، مدير وحدة السياسات في مركز "مدى الكرمل"، أنّ العدوان على غزة هو لأسباب سياسية بحتة، إذ إنّ نتنياهو أراد معركة أو حدثًا أمنيًا لترميم حالة حكومته وترتيب البيت الداخلي في تحالفه الحكومي، ولإخماد الاحتجاجات الملتهبة في الشارع الإسرائيلي ضد التعديلات القضائية.

وقال شحادة، في حديث إلى "العربي"، من حيفا، إنّ حملة نتنياهو على قطاع غزة لا تؤدي إلى تغيير إستراتيجي في الوضع الأمني الحالي. وإذ أشار إلى أنّ نتنياهو استنفد الفائدة السياسية من عدوانه على غزة، رجّح أنّ يُحاول نتنياهو إنهاء هذه الحملة في أسرع وقت ممكن.

"السلطة على الهامش"

بدوره، أبدى الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أسفه لأنّ السلطة الفلسطينية تبدو على الهامش وكأنها ليست ذات شأن في هذه المعركة.

وقال البرغوثي، في حديث إلى "العربي"، من رام الله، إنّ السلطة الفلسطينية وصلت إلى هذه المرحلة بسبب استمرار رفضها لكل الجهود التي بُذلت لتحقيق الوحدة الوطنية وتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحّدة كان يُمكن أن تكون هي اليوم التي تقرّر الموقف السياسي والكفاحي.

واعتبر أن نتنياهو ارتكب حماقة كبيرة ويدفع الآن هو وحكومته ثمنها وثمن كل الجرائم التي ارتكبها بدءًا باغتيال الشهيد خضر عدنان وانتهاء باغتيال قادة "الجهاد" الثلاثة والمدنيين الفلسطينيين الآخرين.

ورأى أن نتنياهو سيخرج من هذه المعركة خاسرًا من الناحية السياسية، مرجّحًا أن تسير الأمور باتجاه وقف إطلاق النار مع عدم تحقيق إسرائيل أي فائدة من حربها على غزة.

المصادر:
العربي
شارك القصة