يعرف كلٌ منّا شخصًا يخاف من العناكب أو المرتفعات أو الطيران؛ لكن هناك بعض أنواع الرهاب التي قد تبدو غريبة جدًا، إلا أنّها موجودة فعلًا.
فوفقًا للأخصائي في العلاج النفسي هوبكنز ميديسن، الرهاب هو أكثر من مجرد خوف، حيث يبذل الأشخاص المصابون به جهودًا كبيرة لتجنب مصدر خوفهم الساحق الذي لا يمكن السيطرة عليه.
وقد يتعرض المصابون بأي من أنواع ما يُعرَف بـ"الفوبيا"، لنوبات هلع عندما يجبرون على مواجهة مسبب الرهاب.
أغرب أنواع الرهاب
في ما يلي نستعرض قائمة بأنواع غريبة من الرهاب، موجودة بين البشر، ولو كانت نادرة نسبيًا.
وتتفاوت هذه الأنواع بين الخوف من أمور عادية كالملابس أو البالونات، إلى أنواع أكثر غرابة كرهاب المرحاض مثلاً، لتصل إلى نوع "صادم" إلى حدّ ما، وهو "رهاب الفوبيا".
الخوف من أنماط الثقوب المتكررة
رهاب النخاريب هو الخوف أو النفور من أنماط الثقوب المتكررة. ووفقًا لتقرير نُشر عام 2018 في مجلة "فرونتيرز إن سيكياتري"، قد يشعر الأشخاص المصابون بهذه الحالة بمخاوف شديدة وغير متناسبة عند رؤية أشياء مثل غلاف الفقاعات أو قفير النحل.
وأورد الباحثون حالة مريضة تبلغ من العمر 12 عامًا وصفت الرعب عند النظر إلى أشياء مثل الخبز المغطى بالبذور والملابس التي عليها نقاط منقطة أو مطبوعة على شكل حيوان.
الخوف من البالونات
يعرف الخوف من البالونات بـ"الغلوبوفوبيا"، وفقًا لمقال نُشر عام 2013 في المجلة الطبية البريطانية.
وقد يشعر الأشخاص المصابون بهذه الحالة بخوف شديد من رؤية البالونات أو لمسها أو حتى شم رائحتها.
ومع ذلك، فإن معظم الأفراد يخافون فقط من صوت فرقعتها، بحسب المقال.
الخوف من الملابس
أمّا "الفيستيفوبيا" فهو الخوف من الملابس، وفقًا لتقرير صدر عام 2011 في مجلة "غراند راوندس".
وقد يخشى الأشخاص المصابون بهذه الحالة ثوبًا معينًا، أو قد يخافون من الملابس الضيقة التي تجعل المرء يشعر بالقيود.
وفي الحالات القصوى، قد ينسحب المريض من المجتمع تمامًا لتجنب ارتداء الملابس.
الخوف من الموز
رهاب الموز أو "البانانافوبيا" هو أيضًا من أنواع الفوبيا التي يعاني البعض منها، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
ويورد التقرير أن سيدة عانت من الخوف من الموز طوال حياتها، لدرجة أنها لم تستطع الوجود في مكان واحد مع الموز لأنها كانت تشعر فورًا بالغثيان.
وادعت السيدة أن العلاج النفسي كان قادرًا على مساعدتها في التغلب على رهاب الموز.
الخوف من زبدة الفول السوداني
ويعد "الأراكيباتيروفوبيا" وهو الخوف من التصاق زبدة الفول السوداني بسقف الفم، أحد أنواع الرهاب الموجودة بالفعل، وفقًا لمقال نُشر عام 2008 في مجلة "فود بايتس".
ورغم أن هذا الإحساس غير السار شائع، إلا أنّ الفرد المصاب بالرهاب لا يخشى من زبدة الفول السوداني نفسها، وإنما الشعور بالتصاق الزبدة هو الذي يسبب الذعر.
الخوف من الكلمات الطويلة
قد يبدو الخوف من الكلمات الطويلة جدًا أمرًا غريبًا، لكن التجارب المبكرة من الخزي والإحراج عند نطق الكلمات الطويلة قد يجعل البعض يعانون من رهاب من هذا النوع الخاص.
وقد يؤثر هذا الرهاب بشكل خاص على المرضى الذين يعانون من عسر القراءة، وفقًا لمراجعة نشرت عام 2011 في مجلة "ذا ريدنغ تيتشر".
رهاب الفوبيا
وهذا النوع من الرهاب هو الخوف من الرهاب نفسه، وفقًا لدراسة حالة أجريت عام 1983 نُشرت في مجلة الأمراض العصبية والعقلية. وقد وصفه الباحثون بأنه "قلق عائم" وعامل مهم يساهم في نوبات الهلع.
وقد يشعر الأشخاص المصابون بهذه الحالة بالخوف من الأحاسيس الجسدية التي تأتي مع الخوف، مثل ضيق التنفس أو خفقان القلب. وقد يشعرون بأن هذه الأعراض تهدد حياتهم أو من المحتمل أن تسبب ضررًا دائمًا.
الخوف من الشعر
قد يخاف من يعاني من الخوف من الشعر من غسل شعره أو قصه أو الاقتراب من الحيوانات ذات الفراء.
رهاب المرحاض
يطلق مصطلح "رهاب المرحاض" لوصف عدد من الحالات التي يواجه فيها الناس صعوبات بشأن استخدام المرحاض.
وقد يظهر هذا الرهاب على شكل خوف من الابتعاد كثيرًا عن المرحاض، أو الخوف من استخدام المراحيض العامة، أو من أن الآخرين قد يراقبون أو يستمعون للشخص عند دخوله الحمام.
وقد يبذل الأشخاص الذين يعانون من إحدى هذه الحالات جهدًا شديدًا لتجنب الذهاب إلى المرحاض.
رهاب اللودوكسافوبيا
ويضاف إلى هذه الأنواع من الخوف، رهاب اللودوكسافوبيا أي الخوف من التعبير عن الرأي. وتُعد هذه الحالة غير اعتيادية تصيب دماغ الإنسان وتجعله يفقد القدرة على اتخاذ القرارات.
ووفق دراسة تحليلية، فإن هذه الحالة تنتج غالبًا عن مواقف محرجة تواجه الإنسان في مراحل الطفولة أو المراهقة أو حتى مرحلة الشباب، وتتسبب في فقدان الثقة في النفس وفي التعبير عن الرأي.
ويسبّب رهاب اللودوكسافوبيا أيضًا انعدام القدرة على القيام بالمهام العادية، مما يؤدي إلى فقدان احترام الذات والعزلة الاجتماعية.
وكان أخصائي الصحة النفسية الإكلينيكية، علاء العطل، قد شرح في حديث سابق إلى "العربي" من قطر، أن الشخص المصاب بهذا الرهاب الاجتماعي يشعر غالبًا بعدم الأمان والخوف من آراء الآخرين.
وأوضح أن أسباب هذه الحالة تعود للطفولة المبكرة بسبب عوامل عدة، أبرزها العامل الأسري لناحية طريقة تعامل الآباء مع الطفل التي قد تكون متسلطة، ما يؤدي لحالة من الخوف وانعدام الثقة بالنفس وتقدير الذات.