تستمر معاناة القطاع الصحي في ليبيا منذ سنوات، فرغم الميزانيات الضخمة الموجهة لهذا القطاع، يواصل المواطنون السفر للعلاج بالخارج إما على حساب الدولة أو على حسابهم الخاص، ما دفع الحكومة لإنشاء جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية.
وفي حديث إلى "العربي"، يقول المتحدث باسم جهاز دعم الخدمات العلاجية نسيم نائل: "كانت لدى الجهاز رؤية إستراتيجية في مسألة توطين العلاج بالداخل".
ويضيف أنه من خلال هذه الرؤية "قمنا بحصر المستشفيات وزيارتها ميدانيًا والوقوف على مشاكلها واحتياجاتها لتطوير بعض الأقسام التي يحتاجها المستشفى لإجراء العمليات".
وكان جهاز دعم الخدمات العلاجية نظم ورش عمل ومؤتمرًا دوليًا لأيام عدة، لبحث توطين العلاج بالداخل، شاركت فيه 8 دول عربية وأوروبية، إضافة إلى الولايات المتحدة، بهدف نقل الخبرات إلى ليبيا.
ويوضح نقيب أطباء ليبيا محمد الغوج، أن توطين العلاج بالداخل قد يساهم في دعم المستشفيات والمرافق الصحية والبنية التحتية داخل المستشفيات، وتوفير المستلزمات والأدوية داخل المرافق الصحية.
ويقابل تفاؤل الأطباء بالخطوة، تخوف من قبل مسؤولين آخرين، أن يكون المؤتمر مجرد خطوة يتيمة لا تسمن ولا تغني من جوع القطاع الطبي.
مؤتمر دولي في #ليبيا بمشاركة عربية ودولية يبحث نقل الخبرات الطبية إلى البلاد تقرير: إبراهيم العبدلي pic.twitter.com/77VPkGUe4N
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 13, 2023
إلى ذلك، يرجع مراقبون أسباب تهالك قطاع الصحة إلى تفشي الفساد، حيث وصف ديوان المحاسبة القطاع بأنه الأكثر فسادًا، ما يفرض تحديًا أمام الحكومة الحالية في ضبط المصروفات والإفصاح عنها بشفافية.
ويقول مختصون إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أنهم يبدون مخاوف من أن تحول صعوبة الإجراءات الإدارية والمالية دون تحقيق هدف توطين العلاج بالداخل، ما يعني استمرار معاناة المرضى في ظل تهالك القطاع الصحي بحسب مراسل "العربي".