الجمعة 13 Sep / September 2024

رصد "أصوات تحت الماء".. جهود البحث عن غواصة "تيتان" المفقودة تتواصل

رصد "أصوات تحت الماء".. جهود البحث عن غواصة "تيتان" المفقودة تتواصل

شارك القصة

نافذة إخبارية تواكب عمليات البحث عن غواصة سياحية فقدت أثناء رحلة لمشاهدة حطام تيتانيك (الصورة: غيتي)
يقع حطام السفينة تايتانيك على بعد 3810 أمتار تحت الماء، في مكان لا يصل إليه ضوء الشمس. ولا يمكن إلا لمعدات خاصة أن تصل إليه من دون أن يحطمها ضغط المياه.

أكد خفر السواحل الأميركيون، اليوم الأربعاء، أن جهاز سونار رصد "أصواتًا تحت الماء" خلال عمليات البحث عن الغواصة السياحية التي فقدت قبل يومين قرب حطام سفينة "تايتانيك" شمال المحيط الأطلسي وعلى متنها خمسة أشخاص.

فقد أورد حساب خفر السواحل على تويتر أن "طائرة بي 3 كندية رصدت أصواتًا تحت الماء في منطقة البحث"، مشيرًا إلى أنّه "نتيجة لذلك، تم نقل عمليات آلية موجهة عن بعد لمحاولة تقصي مصدر الأصوات". وأضاف أن هذه العمليات "أعطت نتائج سلبية لكنها متواصلة".

وفي سياق متصل، ذكرت مجلة "رولينغ ستون" أن طائرة "بي-3 كندية تشارك في عمليات البحث رصدت أصوات طرقات في هذا القطاع كل ثلاثين دقيقة، وبعد أربع ساعات، نشر جهاز سونار إضافي وكانت الطرقات لا تزال تُسمع".

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن وثيقة داخلية للحكومة الأميركية سماع الطرقات بدون أن توضح متى تم رصدها.

اقتراب نفاد الهواء

وتتسارع جهود فرق الإنقاذ للعثور على الغواصة السياحية المفقودة قبل انتهاء المهلة لنفاد الهواء من داخل المركبة المائية، حيث وسّعت السلطات نطاق البحث عن الغواصة التي فقدت قبالة سواحل كندا، لتشمل مزيدًا من المناطق تحت الماء، بحسب مسؤول في حرس السواحل الأميركية.

ويتابع المصدر نفسه أن كمية الأكسجين المتبقية للركاب تكفي لـ 41 ساعة فقط. وتم الإعلان عن فقدان غواصة "تيتان" البالغ طولها 6.4 أمتار بعد ظهر الأحد الماضي، حيث فقد الاتصال بها بعد ساعة و45 دقيقة من غوصها.

ومن واشنطن، يكشف مراسل "العربي" عماد الرواشدة أنه من المتوقع أن ينفد الهواء من الغواصة بحلول يوم غد الخميس، في حين تعدّ مساحة البحث هائلة للغاية وتقدر بمئات الأميال وتحديدًا ما يقرب من مساحة ولاية كونيكتيكت، وعلى عمق 13 ألف خطوة تحت مياه المحيط الأطلسي لأن موقع سفينه "تايتانيك" يقدره الخبراء بأنه على نحو 12 ألف خطوة تحت سطح الماء.

ويردف الرواشدة: "وفق الخبراء فإن المساحة بالنظر الى الظلمة السائدة في أعماق المحيط تصعب عمليات البحث وإيجاد الغواصة التي اختفت يوم الأحد بعد انقطاع الاتصال فيها".

تواصل عمليات البحث عن غواصة "تيتان" المفقودة - رويترز
تواصل عمليات البحث عن غواصة "تيتان" المفقودة - رويترز

من هم ركاب غواصة "تيتان"؟

أما ركاب الغواصة "تيتان" الخمسة، فهم الملياردير البريطاني هاميش هاردينغ، ومؤسس شركة "أوشيان غيت" ستوكتون راش، والمستكشف الفرنسي بول هنري، ورجل الأعمال البريطاني الباكستاني الأصل شهزاد داود ونجله سليمان.

وتكلف الرحلة السياحية على متن الغواصة "تيتان" نحو 250 ألف دولار للشخص الواحد، من اجل المشاركة في رحلة استكشاف حطام سفينه "التايتانك" التي ترسو في قاع المحيط الأطلسي.

وتشارك في عمليات البحث، طائرات أميركية وكندية من نوع "سي 130"، مجهزة بسونار قادر على رصد الغواصات، بالإضافة إلى سفن وعوامات أميركية وكندية في حين أعلنت فرنسا عن إرسال سفينة وروبوت للمساعدة في عملية الإنقاذ.

مشاركة القوات البحرية الأميركية

وعن سبب انقطاع الاتصال بـ"تيتان"، ينقل مراسلنا أن الخبراء وضعوا مجموعة من السيناريوهات لمعرفة ما حصل، حيث يقدّر بعضهم أن الاتصال ربما قطع بسبب العمق، فيما رجّح آخرون أن بعض بقايا سفينة "التيتانيك" ربما ارتطم في الغواصة وتسبب بعطل فيها وحرفها عن اتجاهها بما مقطع الاتصال.

في السياق، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن بيانًا قال فيه إنه يتابع عن كثب مجريات عمليات البحث، فيما أشار الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إلى أن القوات البحرية الأميركية ربما تشارك في عمليات البحث لمساعده قوات خفر السواحل، التي قال إنّها ربما لا تمتلك الإمكانات الكافية لإيجاد المركبة في فسحة ضيقة للغاية من الوقت.

كذلك، تطرق الرواشدة إلى أن السلطات تستمر في عمليات البحث حتى ولو انتهت مهلة نفاذ الهواء يوم الخميس، ما سيؤدي حتمًا إلى وفاة طاقم الغواصة، إذ إن المسؤولين شددوا على أن هناك حاجة أيضًا للعثور على جثامين الركاب الخمسة.

ويرقد حطام تايتانيك التي ارتطمت بجبل جليدي وغرقت في أول رحلة لها عام 1912 على بعد 1450 كيلومترًا تقريبًا شرق مدينة كيب كود بولاية ماساتشوستس الأمريكية و644 كيلومترا جنوب مدينة سانت جونز في مقاطعة نيوفاونلاند بكندا.

ويقع حطام السفينة تايتانيك على بعد 3810 أمتار تحت الماء، في مكان لا يصل إليه ضوء الشمس. ولا يمكن إلا لمعدات خاصة أن تصل إلى هذا العمق من دون أن يحطمها ضغط المياه الهائل.

وحادث غرق السفينة تايتانيك الذي أودى بحياة أكثر من 1500 راكب على متنها خلدته كتب وأفلام من بينها الفيلم الأميركي الشهير (تايتانيك)، الذي يحمل اسم السفينة، عام 1997 ما جدد الاهتمام العام بالغوص لمشاهدة حطامها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close