الثلاثاء 5 نوفمبر / November 2024

"إهمال محتمل".. أهالي ركّاب الغوّاصة المنكوبة يبكون المستكشفين الحقيقيين

"إهمال محتمل".. أهالي ركّاب الغوّاصة المنكوبة يبكون المستكشفين الحقيقيين

شارك القصة

تقرير عن كارثة الغوّاصة "تيتان" (الصورة: غيتي)
بدأت الغواصة السياحية التي يبلغ طولها حوالي 6.5 أمتار رحلتها الأحد، وكان يفترض أن تطفو على السطح بعد سبع ساعات، لكن الاتصال فقد بها بعد أقل من ساعتين من إبحارها.

أعرب أهالي ركّاب غوّاصة "تيتان" الخمسة، التي فُقدت قرب حطام سفينة "تيتانيك" التي غرقت قبل 111 عامًا في شمال الأطلسي، عن حزنهم الشديد لخسارة أحبائهم، بعدما قضوا في كارثة المركبة السياحية العلمية الصغيرة.

وركّاب الغوّاصة هم: الملياردير البريطاني هيميش هاردينج (58 عامًا)، ورجل الأعمال من أصل باكستاني شاه زاده داوود (48 عامًا) وابنه سليمان (19 عامًا) واللذين يحملان الجنسية البريطانية، والمستكشف وعالم المحيطات الفرنسي بول هنري نارجوليت (77 عامًا)، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوشن غيت إكسبيديشنز" راش ستوكتون.

واستنكر مخرج فيلم "تيتانيك" الشغوف باستكشاف قاع البحر، جيمس كامرون الخميس "تجاهل التحذيرات" بشأن سلامة الغوّاصة.

وقال كامرون، في حديث لمحطة "إيه بي سي نيوز" التلفزيونية الأميركية: "لقد لفتني التشابه مع كارثة تيتانيك التي تلقّى قبطانها مرارًا وتكرارًا تحذيرات من وجود الجليد أمام سفينته، ومع ذلك انطلق بأقصى سرعة في حقل جليدي في ليلة غير مقمرة".

في المقابل، قال غييرمو سوهنلين، أحد مؤسّسي الشركة مع ستوكتون راش، لإذاعة "تايمز راديو": "شاركت في المراحل الأولى من برنامج التطوير "في "أوشنغيت" و"كنا ملتزمين جدًا الأمور المرتبطة بالأمن والسلامة".

وأضاف: "كان التخفيف من الأخطار جزءًا أساسيًا من ثقافة الشركة".

حزن عميق

وأعرب أقارب رجل الأعمال الباكستاني-البريطاني وابنه الذي قضى مع الركاب الثلاثة الآخرين في الانفجار الداخلي للغواصة عن "حزنهم العميق" برحيلهما.

من جهتها، أشادت عائلة هاردينغ بـ"المستكشف الشغوف" و"الزوج المحبّ والأب الذي كرّس حياته لابنيه"، مضيفة أنّ "ما حقّقه في حياته كان متميّزًا، وإذا كنا سنُواسي أنفسنا قليلًا، فسنقول إننا فقدناه وهو يفعل ما يحبه".

وأعلن خفر السواحل الأميركي والشركة المنظّمة للرحلة، أمس الخميس، أنّ ركاب الغوّاصة الذين فُقدوا منذ الأحد قضوا في "انفجار داخلي كارثي" للغوّاصة بسبب الضغط على الأرجح.

وقالت شركة "أوشنغيت"، في بيان: "نعتقد الآن أن رئيسنا ستوكتون راش، وشاه زاده داود، وابنه سليمان، وهايميش هاردينغ، وبول-هنري نارجوليه ماتوا للأسف"، مضيفة أنّ هؤلاء الرجال كانوا "مستكشفين حقيقيين يتشاركون روح المغامرة وشغفا عميقا لاستكشاف محيطات الكوكب وحمايتها"، مبدية حزنها على الخسائر البشرية.

من جهته، أعلن الأدميرال في خفر السواحل الأميركي جون موغير، في مؤتمر صحافي في بوسطن، أنّ "حقل الحطام" الذي عثرت عليه روبوتات البحث قرب الحطام الأسطوري على عمق حوالي أربعة آلاف متر "يتوافق مع انفجار داخلي كارثي" للغواصة.

وأشار الأدميرال إلى أن "خسارة كارثية" للضغط هي أصل الحادث.

ومساء الخميس، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن البحرية الأميركية اكتشفت الأحد، بعد فترة وجيزة من فقدان الاتصال بالغوّاصة، إشارة تدل على انفجار محتمل للغوّاصة.

وفي لندن التي فقدت ثلاثة مواطنين، وصف وزير الخارجية جيمس كليفرلي، في تغريدة على على تويتر، الأخبار بـ"المأسوية"، معربًا عن "دعم" حكومته و"تعازيها" للأسر.

إهمال محتمل

وبدأت الغواصة السياحية، التي يبلغ طولها حوالي 6.5 أمتار رحلتها الأحد، وكان يُفترض أن تطفو على السطح بعد سبع ساعات، لكن الاتصال فُقد معها بعد أقلّ من ساعتين من إبحارها، وهي تتمتع نظريًا بقدرة على الغوص لمدة 96 ساعة.

والأربعاء، أثار إعلان رصد صوت تحت الماء عبر طائرات استطلاع كندية، الآمال بإنقاذ الركاب، وأدى إلى توجيه أسطول متعدّد الجنسيات من عناصر وآليات الإنقاذ إلى مكان الحادث، رغم عدم تحديد مصدر الصوت.

ومنذ بدء عمليات البحث الأحد، كُشفت تفاصيل تُدين شركة "أوشنغيت" مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية.

وظهرت شكوى رُفعت عام 2018 واطلعت عليها وكالة "فرانس برس"، جاء فيها أن مديرًا سابقًا في الشركة المنظّمة للرحلة ديفيد لوكريدج، صُرف من عمله لأنّه شكّك بسلامة الغوّاصة.

وقال المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة إنّ كوة الرؤية في مقدّم الغواصة صُمّمت لتحمّل الضغط على عمق 1300 متر، وليس أربعة آلاف متر.

ودفع كل واحد من الركاب مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام سفينة "تيتانيك" التي غرقت في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين.

وغرقت سفينة "تيتانيك" في رحلتها الأولى في أبريل/ نيسان 1912، بعدما اصطدمت بجبل جليد ما أدى إلى غرق 1500 من ركابها وأفراد طاقمها. وعام 1985، عُثر على حطامها على مسافة 650 كيلومترًا من السواحل الكندية في المياه الدولية للمحيط الأطلسي. ومنذ ذلك الحين، يستقطب الحطّام صائدي كنوز وسياحا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close