يُعتبر النوم ليلًا ولمدة 8 ساعات، من الأمور الأساسية لنظام حياة صحي؛ إلا أن متطلبات العيش والعادات اليومية لبعض الأفراد، تجعل الوصول إلى هذا الهدف أمرًا صعبًا للغاية.
وبعيدًا عن أنماط الحياة المختلفة بين الأشخاص، أظهرت دراسة حديثة أجريت في كوريا الجنوبية وبريطانيا، أن عدد ساعات النوم يختلف أيضًا بين الدول والشعوب.
ساعات النوم في فنلندا
فقد راقب الباحثون في المعهد الكوري الجنوبي للعلوم والتكنولوجيا و"نوكيا بيل لابس" عادات النوم لأكثر من 30 ألف شخص في 11 دولة، ولمدة 4 سنوات، باستخدام الساعات الذكية.
وأظهرت النتائج التي نُشرت في مجلة "سينتيفيك ريبورتس"، أنه بشكل عام، ذهب المشاركون للنوم حوالي منتصف الليل واستيقظوا في الساعة 7:42 صباحًا.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، أظهرت النتائج أن الفنلنديين فقط تمكنوا من النوم بمعدل 8 ساعات في الليل، بينما كان اليابانيون أقل راحة منهم، حيث حصلوا على أقل من سبع ساعات يوميًا.
وفي الوقت نفسه، احتلت الولايات المتحدة المرتبة التاسعة، بمتوسط سبع ساعات ونصف الساعة في الليلة، بينما حصل البريطانيون على 10 دقائق إضافية في السرير مقارنة بالأميركيين.
أمّا الفرنسيون، فاحتلوا المرتبة الثانية في الدراسة، حيث حصلوا على 7 ساعات و45 دقيقة من النوم كل ليلة، وتحديدًا من الساعة 12:06 بعد منتصف الليل وحتى 7:53 صباحًا في المتوسط.
تأثير ساعات العمل
وخلص الباحثون إلى أن أولئك الذين يعيشون في البلدان الغنية يحصلون على ساعات نوم أقل.
ورجّح الباحثون أن ذلك قد يرجع إلى أن المقيمين في هذه البلدان يعملون لساعات أطول ولديهم جدول عمل أكثر صرامة.
وأشاروا إلى دور مؤشر الفردية في تفسير عدد ساعات النوم، وهو أداة تقيس ما إذا كان الناس ينظرون إلى أنفسهم كأفراد أو كجزء من مجموعة.
وأشار الباحثون إلى أن البلدان التي ركز أفرادها بشكل أكبر على كونهم جزءًا من مجموعة (مثل إسبانيا واليابان)، سجّلت أوقات نوم متأخرة.
وقد يعني هذا أن لدى هؤلاء الأشخاص المزيد من الالتزامات العائلية في المساء، والتي تجعلهم يخلدون إلى النوم في وقت متأخر.
أزمة صحية ودور وراثي
يعاني بعض الأشخاص من متلازمة تأخر مرحلة النوم، وهي اضطراب يتأخر فيه نمط النوم المعتاد لمدة ساعتين أو أكثر.
ولفت الباحثون إلى أن هذا الاضطراب سببه الأساسي التحول الذي يصيب الساعة البيولوجية للجسم، ويمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والاكتئاب وضعف التحصيل العلمي للطلاب.
ويمكن علاج هذا الاضطراب من خلال الحفاظ على عادات النوم الجيدة وتجنب النيكوتين والكافيين وممارسة الرياضة والتعرض للضوء وتناول أقراص الميلاتونين.
لكن ساعات النوم قد تكون أمرًا وراثيًا أيضًا، حيث أن لكل شخص دورات نوم مختلفة.
وكانت طبيبة الصحة العامة مي محمد علي، أشارت في حديث سابق إلى "العربي"، إلى أن النوم لساعات طويلة لا يرتبط بالكسل، حيث أن البعض وبسبب ظروف عمله، يضطر للنوم في وقت متأخر ويستيقظ بالتالي في ساعات متأخرة من الصباح.
ولفتت محمد علي إلى أن أسبابًا جينية ومرضية تتحكم بفترة نوم الإنسان أيضًا، بعيدًا عن نمط الفرد الحياتي.
واعتبرت أن النمط الطبيعي هو النوم عند التاسعة مساء والاستيقاظ عند الخامسة صباحًا، ويفضل أن ينام الأطفال لمدة تتراوح بين 8 و10 ساعات، ويمكن أن تزيد كلما كانوا أصغر سنًا.