بريس أوليغي نجيما.. ماذا نعرف عن رئيس الغابون الانتقالي؟
في الساعات الأولى لإعلان الانقلاب في الغابون، ظهر بريس أوليغي نجيما محمولًا على أكتاف الجنود، وسط هتافات "أوليغي الرئيس".
ولاحقًا، أعلن العسكريون الانقلابيون في الغابون في بيان متلفز تعيين نجيما بالإجماع "رئيسًا للجنة انتقال واستعادة المؤسسات ورئيسًا للمرحلة الانتقالية" التي لم يحدّد الانقلابيون مدّتها.
من هو بريس أوليغي نجيما؟
وصف موقع "موند أفريك" نجيما بأنّه من أكثر الشخصيات نفوذًا في الجيش الغابوني، حيث شغل منصب قائد الحرس الجمهوري منذ مارس/ آذار 2020.
والحرس الجمهوري هو تشكيلة عسكرية مستقلّة تابعة لجهاز الدرك، وتتولّى حماية الشخصيات والمؤسسات العامة، وهي التشكيلة الأمنية الأقوى في الغابون.
وأضاف الموقع أنّ نجيما "يتمتّع بالقوة بقدر ما هو متحفظ".
من جهتها، ذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أنّ نجيما وُلد في مقاطعة هوت أوغوي، ويبلغ من العمر 45 عامًا، وينحدر من عائلة عسكرية.
تدرّب في الأكاديمية العسكرية الملكية بمكانس في المغرب، كما شارك في دورة كوماندوز في مركز تدريب بالغابون، وأثار إعجاب قيادة الحرس الجمهوري، ليُصبح أحد مساعدي معسكر الرئيس آنذاك عمر بونغو، حتى وفاة الأخير في يونيو/ حزيران 2009.
وصفته الصحافية والكاتبة الغابونية جوسي أوندو لويمبا في حديث لقناة "BFMTV"، بأنّه "رجل القصر".
بعد وصول الرئيس علي بونغو إلى الحكم عام 2009، نشب خلاف بين الرجلين، حيث أبعده بونغو عن البلاد، وعيّنه ملحقًا عسكريًا في سفارة الغابون في المغرب ثمّ في السنغال. ووصف فرانسيس كباتندي، المحاضر في معهد العلوم السياسية، هذه الفترة بأنها "كانت بمثابة منفى" بالنسبة لنجيما.
رئاسة الحرس الجمهوري
بعد مرور عام على تدهور الحالة الصحية للرئيس علي بونغو عام 2018، تمّ استدعاء بريس أوليغي نجيما إلى الغابون. وبعد ستة أشهر، تسلّم رئاسة الحرس الجمهوري خلفًا للجنرال غريغوار كونا.
وعلى الفور، بدأ بإصلاحات تهدف إلى تعزيز فعالية الحرس الجمهوري من أجل الحفاظ على النظام، واستحدث جهازًا باسم المديرية العامة للخدمات الخاصة (DGSS)، وهي وحدة مؤلفة من أكثر من 300 عنصر وُضعت تحت السلطة المباشرة لعلي بونغو، وتهدف لحماية الرئيس. حتى أنّه ألفّ نشيدًا لهذه الوحدة، يقول: "سأدافع عن رئيسي بشرف وإخلاص".
وأفادت قناة " BFMTV" بأنّه بداية عام 2023، تلقّت وحدته أربع مركبات مدرعة خفيفة جديدة من طراز "AML-90"، وتمّ تعزيزها بحوالي 700 جندي.
وبعيدًا عن السياسة، يُعرف عن نجيما أنّه رجل أعمال وملياردير، ويمتلك عقارات عديدة في الولايات المتحدة تبلغ قيمتها أكثر من مليون دولار.
وأجرى مشروع "الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد العابر للحدود" (OCCRP) تحقيقًا حول ممتلكات عائلة بونغو عام 2020، ووجد أنّ نجيما استفاد من نظامه، حيث اشترى 3 عقارات في أحياء الطبقة المتوسطة والطبقة العاملة في ضواحي ميريلاند في هياتسفيل وسيلفر سبرينغ عامي 2015 و2018، بمبلغ إجمالي يزيد عن مليون دولار نقدًا.