الأحد 3 نوفمبر / November 2024

قيادة هرمة.. كيف تؤثر شيخوخة السياسيين على مستقبل واشنطن؟

قيادة هرمة.. كيف تؤثر شيخوخة السياسيين على مستقبل واشنطن؟

شارك القصة

فقرة تناقش تأثير المشهد الثمانيني لمرشحي الانتخابات الأميركية (الصورة: غيتي)
أصبح المشهد الثمانيني الذي يعكس حالة الشيخوخة السياسية في واشنطن ظاهرة تثير القلق حتى داخل الفئات وأنصار هؤلاء القادة.

تدخل الولايات المتحدة معركة انتخابات فريدة وتاريخية في ظل شيخوخة غير مسبوقة لمرشحيها من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مع كثير من الخوف من مسألة التقدم في السن في أوساط القيادات الأميركية.

وبالأرقام، فلو فاز جو بايدن فسيكون في الـ82 من العمر، ولو فاز دونالد ترمب فسيكون في الـ79. وفي هذه الحالة، كلاهما يضرب الرقم القياسي لسن الرؤساء الأميركيين.

ولم يكن الرئيس السابق رونالد ريغن في عام 1988 في السبعين من عمره عند مجيئه للسلطة، وتبين أنه كان في ولايته الثانية يعاني من شرود ذهن أحيانًا خلال الاجتماعات، ويبدي بعض القصور في الانتباه والكفاءة. 

ظاهرة تثير القلق

في الفترة الأخيرة، تعززّت هذه المخاوف من المشاهدة الحسية لأكثر من شخصية قيادية سواء مع زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل ابن الـ81 عامًا أو عميدة السن لدى الديمقراطيين في مجلس الشيوخ التي تجاوزت التسعين وتتنقل على الكرسي المتحرك وبالكاد تقوى على الكلام.

وأصبح المشهد الثمانيني الذي يعكس حالة الشيخوخة السياسية في واشنطن أو ما يطلق عليه اسم "القيادة الهرمة"، ظاهرة تثير القلق حتى داخل الفئات وأنصار هؤلاء القادة. 

وبالنسبة لبايدن، فإن حوالي 90% من قيادة حزبه غير متحمسة له بسبب عامل السن. 

في المقابل، أظهر استطلاع للرأي أنه لا يوجد لدى ترمب في الوقت الحالي منافس حقيقي، وأنه الخيار الأفضل لـ59% من الناخبين الأساسيين في الحزب الجمهوري.

تحوّل في الساحة السياسية الأميركية

ويعتبر نائب رئيس مركز دراسات الرئاسة والكونغرس دان ماهافي أن ما نراه هو تحوّل في الساحة السياسية الأميركية في ظل وجود عدد كبير من السياسيين الذين تقدموا في العمر واكتسبوا الكثير من القوة داخل أحزابهم. 

ويقول في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "هناك حاجة للكثير من الوقت من أجل الوصول إلى بدائل". 

السياسة لا تجذب الشباب

ويرى ماهافي أن الشباب في الولايات المتحدة لا ينظرون إلى المجال السياسي على أنه مجال جذّاب لذلك نرى هذه الشيخوخة تتفشى. 

كما يلفت رئيس مركز دراسات الرئاسة والكونغرس إلى أنه من الصعب جدًا أن نرى أسماء جديدة في العالم السياسي في الولايات المتحدة، حيث يتطلب الأمر الكثير من المال بالنسبة للشباب، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما كان أفضل مثال في وقت ما. 

ويعتبر ماهافي أن الرئيس بايدن لا يبدو بالقوة المطلوبة لرئيس دولة كبرى ولا حتى ترمب الذي رأيناه يواجه الكثير من الصعوبات، وهذا لا يجعل الولايات المتحدة الأميركية تبدو قوية كما يتوقع منها الجميع، وهو ما يعتبر مصدر قلق.

ويخلص ماهافي إلى أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري لا يمكنهما الآن مخاطبة هموم الشباب الأميركي. كما أن العمل في السياسة لا يدرّ أرباحًا كبيرة، ويتطلب الكثير من الصراعات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close