الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

بعد زلزال المغرب المدمر.. عائلات في مراكش تقضي ليلة ثانية في العراء

بعد زلزال المغرب المدمر.. عائلات في مراكش تقضي ليلة ثانية في العراء

شارك القصة

مراسل "العربي" يرصد الأوضاع في مراكش في الليلة الثانية للزلزال (الصورة: غيتي)
اختارت مئات الأسر في مدينة مراكش وسط المغرب، قضاء الليلة الثانية في الساحات والخيام خوفًا من هزات أرضية جديدة، عقب الزلزال الذي ضرب البلاد.

تجمعت عائلات في مراكش في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حيث أمضت ليلة ثانية في الشوارع بعد أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من نصف قرن، والذي جعل كثيرين يشعرون أن منازلهم لم تعد آمنة للعودة إليها.

وخيمت حالة من عدم اليقين على الكثيرين في مراكش التي تبعد نحو 70 كيلومترًا شمال شرقي مركز الزلزال، حيث أعربوا عن قلقهم من أن الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 2000 شخص، ربما يكون قد ألحق أضرارًا بمنازلهم أو ربما تدمرها هزة ارتدادية في الساعات أو الأيام المقبلة.

ومنذ زلزال يوم الجمعة، وهو الأسوأ في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا منذ عام 1960، ينام محمد آية الحاج (51 عامًا) في الشوارع مع عائلته بالقرب من المدينة التاريخية بالمدينة بعد اكتشاف دلائل على تعرض منزله لأضرار وتمثل ذلك في وجود شقوق بالجدران.

اختارت مئات الأسر في مراكش قضاء الليلة الثانية في الساحات والخيام خوفًا من هزات أرضية جديدة
اختارت مئات الأسر في مراكش قضاء الليلة الثانية في الساحات والخيام خوفًا من هزات أرضية جديدة - غيتي

وقال لوكالة "رويترز": "لا أستطيع النوم هناك. أطلب من السلطات مساعدتي وإحضار خبير لتقييم ما إذا كان من الممكن أن أعود إلى المنزل أم لا. إذا كان هناك خطر، فلن أعود إلى المنزل".

وأمضى الناس في أنحاء المغرب ليلتهم في العراء يوم الجمعة بعد الزلزال الذي ضرب البلاد. وأعلنت وزارة الداخلية أن عدد قتلى الزلزال وصل حتى أمس السبت إلى 2012 شخصًا بالإضافة إلى 2059 مصابًا.

وتضررت أجزاء من المدينة التاريخية في مراكش، وهي منطقة جذب سياحي شهيرة للمغاربة والأجانب، جراء الزلزال. وسار مغاربة وأجانب أمس السبت في شوارع المدينة القديمة لالتقاط صور للأضرار وتناولوا الطعام في المطاعم الشعبية بينما تجمع آخرون للنوم في الساحة الرئيسية.

وقال نور الدين لحبابي، وهو رجل متقاعد يبلغ من العمر 68 عامًا ولديه أربعة أطفال بينما كان يستعد للنوم في الخارج لليلة ثانية: إن الأضرار التي لحقت بمنازل الناس تبعث على الحزن والألم.

وأضاف: "إنها تجربة مؤلمة. عندما يحدث هذا لأخيك أو أختك، يكون الأمر مؤلمًا حقًا".

وكان محمد إيذادي، وهو أميركي من أصل مغربي، يتفقد الأضرار التي لحقت بمسجد في المدينة أمس السبت بالقرب من مكان إقامة والدته. وقال: إنه "كان في الساحة الرئيسية بالمدينة عندما وقع الزلزال"، وحث يوم السبت المغاربة على رعاية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

وأضاف: "أنا متأكد تمامًا من أن شعبنا.. شعبنا المغربي وجاليتنا المغربية يمكنهم أن يتضافروا ويجتازوا هذا الموقف بأمان وسلام".

وبعيدًا عن المدينة، نامت عائلات في أماكن مفتوحة وعلى طول الطرق. وقالت جورا البالغة من العمر 11 عامًا، وهي تتحدث إلى جانب والدها، إنها تشعر بعدم الارتياح، بسبب اضطرارها إلى النوم بالقرب من غرباء.

ويعتبر الزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، أقوى زلزال تمّ قياسه في المغرب على الإطلاق.

وتعدّ ولاية الحوز مركز الزلزال والأكثر تضررًا حيث سقط 1293 قتيلًا، تليها ولاية تارودانت التي سقط فيها 452 قتيلًا. وفي هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب غرب مدينة مراكش السياحية، دمّر الزلزال قرى بأكملها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close