Skip to main content

زلزال المغرب.. ما هي التحديات التي تواجه جهود الاستجابة للكارثة؟

الأحد 10 سبتمبر 2023

في وقت تنهمك فيه فرق الإنقاذ المغربية بالبحث عن ناجين بين أنقاض المباني المدمّرة بفعل الزلزال، بدأت سلطات البلاد ببلورة آليات لإعادة الإعمار والتأهيل.

في سياق ذلك، أعلن الديوان الملكي استحداث لجنة وزارية لوضع برنامج عاجل لإعادة تأهيل المنازل المدمّرة والتكفل الفوري بالأشخاص الذين أصبحوا بدون مأوى.

تداعيات بعيدة الأمد

ويأتي ذلك وسط تأكيد هيئات محلية ودولية بأن تداعيات الكارثة قد تستمر لأشهر وربما سنوات.

ولم ترشح أي تقديرات بعد بشأن حجم الخسائر والأموال المطلوبة لإعادة الإعمار والتأهيل، لكنها حسب شهادات وصور ستكون كبيرة وتتطلب دعمًا خارجيًا.

وأبدت مؤسسات دولية استعدادها لتقديم التمويل اللازم، وبينها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي قال: "إنه مستعد لمساعدة المغرب على التعافي من المأساة". كما أعلن البنك الدولي دعمه الكامل للبلاد في أعقاب هذه الكارثة.

كما تواجه جهود الإنقاذ تحديا من نوع آخر يتعلق بالموارد اللوجستية؛ فمعظم القرى المنكوبة صعبة التضاريس من حيث وعورة طرقها ووجودها في مناطق جبلية، فضلًا عن أن مبانيها شُيدت بطرق بدائية ويتطلب إعادة إعمارها تطبيق معايير البناء الجديدة التي أقرتها الحكومة قبل سنوات.

المغرب قادر على مواجهة الكارثة

في هذا السياق، أشار الوزير السابق والنائب في البرلمان المغربي الحسن حداد إلى وجود مناطق منكوبة يصعب الوصول إليها، حيث إن طرقاتها غير معبّدة وبعضها مليء بالحجارة.

وأكّد في حديث إلى "العربي" من الرباط أن السلطات سخرت إمكانياتها من الآليات والطائرات من أجل الوصول إلى المناطق السكنية المنكوبة المبنية بطرق تقليدية.

واعتبر الحسن أن المغرب حتى الآن قادر لوجستيًا على التعامل مع الكارثة، لكنه قد يستعين بخبرات إسبانية لمعالجة الأمور المعقدة.

تكلفة باهظة لإعادة الإعمار

من جهته، لفت أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة السوربون كميل الساري إلى أن المناطق المنكوبة تمتد على مساحات واسعة حيث إن المباني التي دمّرها الزلزال بنيت منذ عشرات السنين، مشيرًا إلى أن إعادة بنائها لا يمكن بالطريقة البدائية نفسها بل بطرق متطورة مقاومة لزلازل محتملة مقبلة، وهو ما يرتب تكلفة مرتفعة.

وأوضح الساري في حديث إلى "العربي" من باريس أن إعادة الإعمار قد تكلّف البلاد مليارات الدولارات، مشيرًا إلى خسائر غير مباشرة، حيث أثر الزلزال على البلاد كوجهة سياحية.

ولفت إلى أن السياحة تدرّ نحو 10 مليارات دولار سنويًا، ما يشكل موردًا مهمًا للاقتصاد المغربي.

لكن الساري توقّع استمرار تحويلات المغاربة الموجودين في الخارج في ظل حاجة البلاد للتضامن.

استجابة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر

وحول دور المنظمات الإنسانية، لفتت مسؤولة الإعلام والتواصل في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مي الصايغ إلى أن الاتحاد يقوم بدور تنسيقي.

وأوضحت الصايغ في حديث إلى "العربي" من بيروت أن اجتماعًا إقليميًا لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عُقد بعد الزلزال، وظهرت رغبة في تقديم المساعدة والدعم للمغرب.

كما شرحت أن الاتحاد قادر على تأمين المساعدة لجمعية الهلال الأحمر المغربي من خلال صندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث، لكنه لا يستطيع تقديم الدعم دون الحصول على موافقة الجمعية المغربية التي تنسق مع السلطات في البلاد.

كما أكدت الصايغ أن المساعدات تقدّم بعد طلب السلطات المغربية.

المصادر:
العربي
شارك القصة