أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة الخميس، أن فرق الإنقاذ عثرت على أكثر من 300 كانوا من بين المفقودين جرّاء السيول المدمرة.
وأضاف في تغريدة عبر منصة إكس (تويتر سابقًا): "بعد عودة شبكة الاتصالات إلى درنة، تمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ ما يزيد عن 300 مفقود بينهم 13 طفلًا على الأقل من مناطق باب طبرق وحي الزهور وشيحة الشرقية الأكثر تضررًا من السيول".
ودمرت سيول ناجمة عن العاصفة دانيال سدودًا مساء الأحد، لتندفع المياه صوب مجرى نهر موسمي يقسم المدينة وتجرف في طريقها مبانٍ إلى البحر بداخلها عائلات نائمة.
وتباينت تقديرات أعداد القتلى المؤكدة التي قدمها المسؤولون حتى الآن، ولكنها جميعها بالآلاف، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين.
وقال رئيس بلدية درنة عبد المنعم الغيثي: إن "الوفيات في المدينة قد تصل إلى ما بين 18 و20 ألفًا، استنادًا إلى حجم الأضرار.
وأضاف لوكالة "رويترز" في درنة، أن المدينة بحاجة إلى فرق متخصصة في انتشال الجثث، معبرًا عن مخاوفه من حدوث وباء بسبب كثرة الجثث تحت الأنقاض وفي المياه.
تخوف من تفشي الأمراض
في غضون ذلك، يبحث ناجون من الفيضانات بين الركام عن أحبائهم من بين آلاف القتلى والمفقودين، بينما تخشى السلطات من تفشي الأمراض بسبب الجثث المتعفنة.
واعتبر مصدر طبي لـ"العربي" أن درنة لم تعد مناسبة صحيًا للعيش فيها، بعد تحلل الجثث ووسط مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة.
ويبحث أسامة الحصادي، وهو سائق يبلغ من العمر 52 عامًا، عن زوجته وأطفاله الخمسة منذ وقوع الكارثة.
وقال وهو يبكي: "ذهبت سيرًا على الأقدام للبحث عنهم... ذهبت إلى كل المستشفيات والمدارس ولكن دون جدوى".
أما ولي الدين محمد آدم (24 عامًا) وهو عامل سوداني في مصنع للطوب يعيش في ضواحي المدينة، فقد استيقظ على صوت هدير المياه وقت العاصفة وهرع إلى وسط المدينة ليجد ملامحها وقد انطمرت. ويروي أن تسعة من زملائه العمال فقدوا، كما فقد نحو 15 آخرين عائلاتهم.
فرق إنقاذ أجنبية تشارك في الإغاثة
وقال: "جرفهم السيل عبر الوادي إلى البحر. الله يرحمهم ويدخلهم الجنة".
كأنها القيامة.. دمار هائل خلفه #إعصار_دانيال في مدينة #درنة الليبية وسط مخاوف من ارتفاع عدد ضحايا السيول#ليبيا pic.twitter.com/um88asew9g
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2023
وفي سياق متصل، وصلت فرق إنقاذ من مصر وتونس والإمارات وتركيا وقطر. وأرسلت تركيا سفينة تحمل معدات لإقامة مستشفيين ميدانيين.
بدورها، أرسلت إيطاليا ثلاث طائرات محملة بالإمدادات وفرق الإنقاذ، بالإضافة إلى سفينتين تابعتين للبحرية واجهتا صعوبة في تفريغ حمولتهما لأن ميناء درنة الممتلئ بالحطام كان غير صالح للاستخدام تقريبًا.
وتناثرت ملابس وألعاب أطفال وأثاث وأحذية وممتلكات أخرى على الشاطئ بسبب السيول.
وغطى الطين الشوارع التي تناثرت عليها أشجار اقتلعت من جذورها ومئات السيارات المحطمة التي انقلب كثير منها وانحشرت سيارة في شرفة الطابق الثاني لمبنى مدمر.
وقال المهندس محمد محسن بوجميلة (41 عامًا): "نجوت مع زوجتي لكني فقدت شقيقتي... شقيقتي تعيش في وسط المدينة حيث حدث معظم الدمار. عثرنا على جثتي زوجها وابنها وقمنا بدفنهما".
وبينما كان يتحدث، انتشل فريق إنقاذ مصري في مكان قريب منه جثة جارته. وقال بوجميلة: "إنها الخالة خديجة، الله يرحمها".
ويظهر حجم الدمار واضحًا من المناطق المرتفعة فوق درنة. وأصبح وسط المدينة المكتظ بالسكان والمشيد على طول مجرى نهر موسمي على شكل هلال واسع ومسطح تغمره مياه موحلة بعدما جرفت السيول المباني.