الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

الإعصار دانيال.. كثر لم يدركوا الخطر حتى سمعوا انفجار السدود

الإعصار دانيال.. كثر لم يدركوا الخطر حتى سمعوا انفجار السدود

شارك القصة

مشاهد مؤلمة لجثث ضحايا إعصار درنة بعد أن لفظها البحر (الصورة: أسوشييتد برس)
اختفت الجسور الرئيسية والطرق والبنية التحتية الأخرى. وكانت درنة معزولة إلى حد كبير عن العالم، قبل وصول جهات الطوارىء يوم الثلاثاء.

خلال دقائق من انهيار سدي البلاد وسيدي منصور في مدينة درنة الليبية نتيجة إعصار دانيال، اصطدم جدار المياه الذي يبلغ ارتفاعه عدة طوابق بالمباني السكنية، وأغرق عائلات بأكملها.

يومها فقد فضل الله ما لا يقلّ عن 13 فردًا من عائلته، ولم يعرف بعد مصير 20 شخصًا آخرين حتى بعد عدة أيام من الكارثة.

وعلى غرار فضل الله، يحاول آلاف آخرون معرفة مصير أحبائهم.

مع هبوب العاصفة يوم الأحد الماضي، اتصل فضل الله وهو عامل تكنولوجيا المعلومات في العاصمة الليبية طرابلس، بعائلته في درنة لحثّها على الانتقال إلى أرض مرتفعة.

وقال فضل الله، الذي طلب عدم ذكر شهرته في حديث إلى وكالة أسوشييتد برس: "لم يتوقّع أحد هذا. بعض أفراد عائلتي لا يملكون سيارات، وبالتالي لم يكن لديهم طريقة للخروج".

اختفت الجسور الرئيسية والطرق والبنية التحتية الأخرى في درنة
اختفت الجسور الرئيسية والطرق والبنية التحتية الأخرى في درنة- أسوشييتد برس

وروى الناجون للوكالة مشاهد مروعة، حيث تراكمت الجثث بشكل أسرع مما تستطيع السلطات إحصاءها.

وفي حين شهدت العديد من البلدات في شرق ليبيا فيضانات مميتة، كانت درنة المشهورة بفيلاتها البيضاء وأشجار النخيل، هي الأكثر تضررًا. وأظهرت صور مبانٍ سكنية ومبانٍ إدارية منحوتة بفعل المياه، وسيارات محطّمة في منتزه شاطئ المدينة الساحلية.

ولم تملك سلطات المدينة خطط إخلاء، وقال العديد من السكان إنّهم لم يعرفوا أنّهم في خطر حتى سمعوا صوت انفجار السدود.

وقال إبراهيم موسى: إنّ أقرب سد في المدينة انهار في الساعات الأولى من يوم الإثنين.

وأوضح أنّ "سيلًا من الحطام نزل علينا وقتل الجميع. والآن، أصبح الموتى محاصرين تحت عدة أمتار من الطين والمخلفات".

الموقع الفاصل بين الحياة والموت

وقال فضل الله: إنّ جميع أفراد أسرته الثلاثة عشر الذين تُوفوا كانوا يعيشون في حي بالقرب من وادي النهر، وقام الهلال الأحمر بانتشال جثثهم ودفنها.

بدوره، روى محمد درنة أنّه هرع مع أسرته وجيرانه إلى الطابق العلوي، وفي الخارج رأى  السيول تجرف أشخاصًا بينهم نساء وأطفال صغار. أمضى درنة وعائلته ليلة الأحد على سطح المبنى السكني الذين يقطنونه، قبل أن يتمكنوا من الخروج صباح الإثنين.

وأضاف: "كان هؤلاء يصرخون طلبًا للمساعدة. كانت المشاهد أشبه بفيلم رعب هوليوودي".

فتّشت فرق البحث الشوارع والمباني المدمّرة وحتى البحر بحثًا عن جثث في المدينة المدمّرة، حيث تجاوز عدد القتلى 5300 شخص.

اختفت الجسور الرئيسية والطرق والبنية التحتية الأخرى. وكانت درنة معزولة إلى حد كبير عن العالم، قبل وصول جهات الطوارىء في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إنّه حتى يوم الأربعاء، نزح ما لا يقلّ عن 30 ألف شخص بسبب الفيضانات في درنة. ونزح الكثيرون إلى المدن والبلدات القريبة الأقل تأثرًا بالعاصفة.

ومن بين النازحين أحلام ياسين (30 عامًا) التي توجّهت إلى مدينة طبرق شرق البلاد.

وقالت ياسين، التي غادرت منزلها مع عائلتها حافية القدمين في المياه التي وصلت إلى الركبة: "لقد اختفت المدينة بأكملها".

ونجت عائلة البصير التي كانت تعيش على بعد أقلّ من كيلومتر من أحد السدود. وقال محمود البصير إنّهم ركضوا بسرعة إلى الطوابق العليا من المبنى السكني المكوّن من ثلاثة طوابق وكانوا محظوظين بصمود الهيكل.

من جهته، قال فضل الله إنّ والديه وصلا إلى بنغازي، على أمل جمع شملهما مع أقاربهما من درنة، معربًا عن أمله في العودة قريبًا لإقامة جنازة لائقة لأقاربه المتوفين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أسوشييتد برس
تغطية خاصة
Close