يُعَدّ التين من الفواكه التي ينتظر الكثيرون موسمها، نظرًا لطعمه اللذيذ، فضلاً عن فوائده الصحية المذهلة، علمًا بأنّه يمكن استهلاك التين طازجًا، أو مجففًا، ويمكن الاستمتاع به نيئًا أو مطبوخًا.
وتُعتبَر شجرة التين من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان إلى جانب كل من الزيتون والنخيل. وخصّها القرآن الكريم بالذكر إلى جانب الزيتون وربطهما بطول العمر، في الآية المباركة "والتين والزيتون".
وفي مناطق الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، ترمز فاكهة التين إلى طول العمر. كما استُخدِم التين منذ العصور القديمة، لعلاج حالات متعلّقة بالغدد الصماء، والجهاز التناسلي، والجهاز التنفسي والهضمي.
ووفقًا لموقع وزارة الزراعة الأميركية، يوفّر التين الكربوهيدرات الداعمة للطاقة والألياف وكميات صغيرة من مجموعة من المعادن الرئيسية. وتوفّر حبة تين طازجة متوسطة الحجم 37 سعرة حرارية، و0.5 غرامات من الصوديوم، و9.6 غرامات من الكربوهيدرات، و1.45 غرامًا من الألياف، و8.15 غرامًا من السكر الطبيعي.
كما ذكر موقع "fdc.nal.usda.gov" أنّ ربع كوب من التين المجفّف يوفّر 103 سعرات حرارية، و3.75 غرامًا من الصوديوم، و23 غرامًا من الكربوهيدرات، و3.65 غرامًا من الألياف، و17.85 غرامًا من السكر الطبيعي، و1.23 غرامًا من البروتين.
ووفقًا لمجلة "هيلث" (health.com)، يوفّر التين أعلى محتوى من المعادن مقارنة بالفواكه الشائعة الأخرى، ونسبة صغيرة من الاحتياجات اليومية من البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز والحديد والزنك.
ما هي فوائد التين؟
يرتبط استهلاك التين بعدد من الفوائد الصحية الإيجابية، وهي:
التين غني بمضادات الأكسدة
ذكرت دراسة نشرتها المكتبة الأميركية للطب (ncbi.nlm.nih.gov) أنّ التين يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة، والأحماض الفينولية والفلافونويدات. والأحماض الفينولية، التي يتم امتصاصها من الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم، لها تأثيرات قوية مضادة للالتهابات في الجسم، إذ إنّها تعوّض الأضرار الناجمة عن مركبات "الجذور الحرة".
بمرور الوقت، يكون تراكم الجذور الحرة مسؤولًا إلى حد كبير عن الشيخوخة، وقد يلعب دورًا في تطوّر الأمراض، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب، والتهاب المفاصل.
التين يدعم صحة الجهاز الهضمي
كما ذكرت المكتبة الأميركية للطب أنّ الألياف الموجودة في التين تدعم انتظام عمل الأمعاء. ويحتوي التين على البريبايوتك، والتي تساعد على تغذية بكتيريا البروبيوتيك المفيدة في الأمعاء المرتبطة بمضادات الالتهاب.
وقد يكون استهلاك التين مفيدًا أيضًا للأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS) والذين يعانون من الإمساك السائد، والمعروف أيضًا باسم "IBS-C".
يدعم صحة الدورة الشهرية
وجدت إحدى الدراسات التي نشرها موقع "pubmed.ncbi.nlm.nih.gov" أنّ التين المجفّف يؤدي إلى آلام أقلّ في الدورة الشهرية، وعسر الطمث الأولي والذي تعاني منه أكثر من نصف النساء اللواتي يعانين من الدورة الشهرية لمدة يوم أو يومين في الشهر.
يحسّن الحالات الالتهابية
يُمكن أن تُقلّل المركبات المضادة للالتهابات الموجودة في كل من التين والزيتون، إذا تم استهلاكها بشكل منفصل أو معًا، تأثيرات المركبات المسببة للالتهابات المعروفة باسم السيتوكينات والتي تعمل على تسريع تلف خلايا الرئتين والكلى والدماغ والأنسجة الأخرى لدى مرضى كوفيد 19.
ووجد موقع "ncbi.nlm.nih.gov" أنّ قدرة التين على مكافحة السيتوكينات قد تساعد في دعم الأشخاص الذين يعانون من مجموعة واسعة من الحالات الالتهابية، من الحساسية إلى التهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض التهاب الأمعاء (IBD)، والتهاب الجيوب الأنفية، والسل.
يساعد في تخفيض الوزن
تُشير الدراسات إلى أنّ تناول الفواكه المُجفّفة بما في ذلك التين، يرتبط بانخفاض وزن الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، ثبت أنّ تناول التين بانتظام يدعم التحكّم الصحي بالوزن من خلال تحسين الشبع وتنظيم نسبة السكر في الدم.
يُساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان
وجدت دراسة أُجريت عام 2022 نشرها موقع "pubmed.ncbi.nlm.nih.gov" أنّ المركبات الطبيعية الموجودة في التين قد تساعد في منع الخلايا السرطانية من النمو والانتشار في الجسم.
وحول مخاطر تناول التين، ذكر موقع "jacionline.org" أنّ الأشخاص الذين لديهم حساسية من مادة اللاتكس أو حبوب اللقاحات قد يعانون من رد فعل تحسسي تجاه التين.
كما يُعتبر التين من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من "فودماب" (FODMAP)، وهي سكريات لا يتمّ هضمها أو امتصاصها بالكامل من الأمعاء إلى مجرى الدم.
وعندما تمر فودماب إلى الأمعاء الغليظة، يتم تخميرها بواسطة البكتيريا، مما يؤدي إلى إنتاج الغاز، وهو ما يؤدي إلى تمدّد جدار الأمعاء وتوسيعه وعدم الراحة أو الألم، خصوصًا عند الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي والذين لديهم جهاز هضمي حساس للغاية.
