تشهد بيئة الأعمال تحولًا كبيرًا في أساليب العمل، ما يدفع المؤسسات إلى تكثيف جهودها وتوظيف مهندسين فوريين لتدريب الموظفين الجدد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب الخبراء، فإن إدخال الذكاء الاصطناعي وتقنياته في مجالات العمل يزيد من مهارة الموظف، ويرفع من الإنتاجية لتصبح بيئة العمل أكثر فاعلية.
بدوره، اختصر الرئيس التنفيذي للمنصة التعليمية عبر الإنترنت "إي دي إكس" الأمر بقوله: إن "تمكين الموظفين مباشرة مما يسمى الهندسة الفورية".
والهندسة الفورية أو السريعة هي مهارة تحسين الترميز النصي لبرامج الذكاء الاصطناعي، فكلما تمكن الفرد من تقنيات الترميز، أجاد القيام بمهام كتابة رسائل البريد الإلكتروني أو التقارير.
ما هي الهندسة الفورية؟
- تقنية عالية الفعالية يمكنها التأثير على أدوات الذكاء الاصطناعي، إما للأفضل كتحسين مهارات الموظف أو الأسوأ كتوليد نصوص سيئة.
- يكمن دورها في كتابة الطلبات وتغذية أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء منشور مدونة أنيق أو بريد إلكتروني مناسب.
- لا تحتاج الهندسة الفورية إلى كتابة أي رمز، لكنها تزود نموذج الذكاء الاصطناعي بالمعلومات للمساعدة في تحسين الردود.
- تدرج قائمة وظائف شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي ANRHROPIC مهنة مهندس فوري ضمن الرواتب العالية جدًا في الولايات المتحدة.
- ليس من الواضح ما إذا كانت الهندسة السريعة مهمة على المدى الطويل، لأن برامج الذكاء الاصطناعي تتحسن في توقع ما يحتاجه المستخدمون.
ما أهمية الذكاء الاصطناعي في العمل؟
وفي هذا الإطار، يرى مدير موارد بشرية معاذ القاضي، أن الذكاء الاصطناعي يعد تقنية مهمة بالنسبة للموارد البشرية، لأنه أصبح يرفع من إنتاجية الموظفين وعمل قاعدة بيانات، ويعطي دقة أكبر بالعمل.
ويشير في حديث لـ"العربي" من استديوهات لوسيل، إلى أن الموظف الذي يتقن مهارات الذكاء الاصطناعي أصبح مطلوبًا أكثر من قبل الشركات، لأن هذه التنقية أصبحت حاليًا توفر الوقت والجهد وتزيد من إنتاجية الموظفين وكفاءة الشركات.
ويضيف القاضي، أن الذكاء الاصطناعي أصبح مهارة أساسية في معظم المجالات، لافتًا إلى أن الاعتماد على هذه التقنية بعد جائحة كوفيد-19 أصبح أعلى خاصة في المقابلات عن بُعد، وعمليات التوظيف والتعريف بسياسيات شركة ما.
ويلفت إلى أن التوجه في قسم الموارد البشرية أصبح حاليًا نحو الذكاء الاصطناعي باختيار المرشحين لوظيفة ما، الأمر الذي يوفر حوالي 40% من عملية التوظيف، مشيرًا إلى أن هذه التقنية تساعد أيضًا في تقييم أداء الموظفين وكفاءتهم وإنتاجيتهم.
وينصح القاضي الموظفين ببدء تعلم مهارات الذكاء الاصطناعي وأن يلتحقوا بدورات في البيانات وتطبيقاتها وتحليلاتها لأنها أصبحت متطلبًا أساسيًا.
من جانبه يرى أستاذ الهندسة وأمن الشبكات في جامعة "سان هوزيه" الحكومية أحمد النافع، أن المهارات التي يجب أن يتعلمها الموظف حاليًا تعتمد على المكان الذي يعمل فيه، موضحًا على سبيل المثال أنه في وادي السليكون من الأمور المطلوبة هي وجود أي شخص لديه خلفية في الذكاء الاصطناعي.
وفي حديث لـ"العربي" من كاليفورنيا، ينصح النافع بضرورة التعرف على مهارات الذكاء الاصطناعي، لأن وجودها في السيرة الذاتية تلفت نظر الأشخاص الذين يبحثون عن موظفين.
ويشير إلى شركة نتفليكس عرضت مركزًا في مقرها اسمه خبير في الذكاء الاصطناعي براتب 900 ألف دولار في السنة، فيما شركة سوني عرضت المركز نفسه بـ 1,2 مليون دولار سنويًا، وهو عبارة عن باحث في الذكاء الاصطناعي يساعدهم في تحسين منتجاتهم.
ويشرح النافع أن استخدام الأدوات مثل "تشات جي بي تي" مهم للبدء بتعلم مهارات الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أن شركة "أوبن أيه آي" أعلنت أن "تشات جي بي تي" سيصبح يرى ويسمع.
ويخلص أحمد النافع إلى أن الهندسة الفورية هي عملية تدريب الذكاء الاصطناعي وأدواته، بحيث أنه يصبح يفهم البشر ولغتهم.