Skip to main content

في أكبر صفقة لصناعاتها العسكرية.. إسرائيل تبيع ألمانيا أنظمة صاروخية

الخميس 28 سبتمبر 2023

تعد الصفقة التي أبرمتها تل أبيب لبيع ألمانيا صواريخ "آرو 3" بقيمة 3,5 مليارات دولار، الأكبر في تاريخ قطاع الصناعة العسكرية في إسرائيل، وتأتي في ظل تزايد مخاوف برلين الدفاعية على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتحتل إسرائيل المركز الـ9 عالميًا بين مصدّري التقنيات والمعدات العسكرية، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إذ بلغت صادراتها 12,5 مليار دولار العام الماضي، وهو مبلغ قياسي وضعف ما سجلته قبل 3 أعوام من ذلك، وفق وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وعملت إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة، أوثق حلفائها وداعميها، على تطوير أنظمة عسكرية ذات تقنيات متطورة لمواجهة التهديدات الصاروخية، أكانت من دول مثل إيران أو سوريا، أو فصائل ومجموعات إقليمية، بحسب وكالة "فرانس برس".

صفقة شراء برلين لصواريخ "آرو 3"

وتطلبت صفقة شراء برلين لصواريخ "آرو 3" نيل موافقة واشنطن، إذ إن هذا النظام تم تطويره بالتعاون بين شركة صناعات الطيران الإسرائيلية "آي أيه آي" وشركة "بوينغ"، عملاق صناعة الطيران الأميركي.

ويهدف النظام إلى حماية ألمانيا ودول مجاورة لها من تهديد صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية من خلال اعتراضها خارج المجال الجوي للأرض وعلى ارتفاعات تصل إلى 2400 كلم.

يهدف النظام الصاروخي إلى حماية ألمانيا ودول مجاورة لها من تهديد صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية - غيتي

وتحقق الصناعة العسكرية الإسرائيلية إيرادات بمليارات الدولارات.

وتشكّل التوترات المتصاعدة بين دول حلف شمال الأطلسي وروسيا على خلفية حرب أوكرانيا أحد الأسباب الرئيسية للإقبال على الصادرات العسكرية الإسرائيلية.

ما الانعكاسات المحتملة للخطوة؟

وفي حديث سابق لـ"العربي"، أوضح مدير مركز الكرمل للدراسات الإستراتيجية مهند مصطفى أن هذه الصفقة من الناحية السياسية الداخلية الإسرائيلية تعتبر إنجازًا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الرغم من أن هذه المباحثات بدأت مع الحكومة السابقة.

وأضاف أن توقيع هذه الصفقة مع ألمانيا يؤكد أن إسرائيل دولة محورية وإستراتيجية حتى في منظومة الدفاع الأوروبية.

وتابع أن هذه الصفقة ستدخل مدخولات كبيرة جدًا لإسرائيل اقتصاديًا تقدر بحوالي 14 مليار شيكل، ما يعتبر دفعة قوية للاقتصاد الإسرائيلي الذي يعيش في حالة ركود وتراجع وضعف بسبب التغيرات الدستورية داخل إسرائيل.

أوروبا أولوية

من جانبه، قال عوزي روبين الذي يعد مؤسس برامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلية: إن "حرب أوكرانيا ولّدت طلبًا على الأنظمة العسكرية في مختلف أنحاء العالم".

وأضاف روبين، وهو حاليًا خبير في معهد القدس للإستراتيجية والأمن، "هذا وضع يفيد كل الصناعات العسكرية الغربية، الأوروبية والأميركية وأيضًا الإسرائيلية".

وبينما عززت حرب أوكرانيا الصادرات العسكرية الإسرائيلية، لم تحذُ إسرائيل حذو دول غربية عدة لجهة تزويد كييف بالسلاح، في ما يبدو محاولة منها لتفادي إثارة غضب روسيا.

ويأتي العقد مع برلين بعد فترة وجيزة من إبرام إسرائيل اتفاقًا بقيمة 316 مليون يورو لبيع فنلندا المنضمة حديثًا إلى حلف شمال الأطلسي، نظام دفاع جوي مضاد للطائرات والصواريخ.

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت - غيتي

من جهته، رجح إليوت تشابمان الباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة الاستخبارات الدفاعية البريطانية "جاينز" (JANES) أن "تزيد الحرب في أوكرانيا من الطلب الأوروبي على الأنظمة التي تحظى إسرائيل بموقع قوي فيها".

وأضاف: "لطالما كانت أوروبا أولوية بالنسبة للصادرات الإسرائيلية"، لافتًا في الوقت عينه إلى أن "الدول الأوروبية تتوق أكثر من أي وقت مضى لإبقاء قدراتها وأموالها ضمن حدودها"، في إشارة إلى رغبة دول الاتحاد الأوروبي في تفادي الإفراط بالاعتماد على أنظمة دفاعية مصنّعة خارج الاتحاد.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدد على أهمية احتفاظ أوروبا بـ"الاستقلالية الإستراتيجية".

وتحظى إسرائيل منذ قيامها بمساعدات عسكرية أميركية سنوية ضخمة. ووفق تقرير لوزارة الخارجية الأميركية في 2021، تجاوز إجمالي هذه المساعدات عتبة 125 مليار دولار على مدى الأعوام.

وأشار التقرير إلى أن هذه المساعدات ساعدت إسرائيل على "بناء أحد أقوى وأكثر الجيوش كفاءة في العالم، وحوّلت الصناعة العسكرية وقطاع التكنولوجيا الإسرائيليين لأحد أكبر مصدّري القدرات العسكرية عالميًا".

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة