بعدما بلغت الاحتجاجات على الانقلاب العسكري في السودان ذروتها، مع وصول عدد الضحايا إلى 40 قتيلًا، بينهم 15 في يوم واحد هذا الأسبوع، يبدو أنّ ملامح "تسوية" بدأت تتبلور.
فقد كشفت مصادر مطلعة عن قرب التوصّل إلى اتفاق أولي على رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في سياق بلورة حلّ متكامل للأزمة المتفاقمة.
وفيما ألمحت مصادر مقرّبة من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى وجود ميل نحو إعادة تكليف حمدوك برئاسة الحكومة، ذكرت أنّ الأخير يرفض ذلك حتى الساعة.
في المقابل، لم تصدر أي إشارات عن محيط حمدوك بقبول الاتفاق حتى الآن.
وتسود السودان موجة من الاحتجاجات للمطالبة بعودة الحكم المدني والتنديد بقرارات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن الجيش حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين.
وشهد السودان زيارة وفود دولية لبحث مخارج للأزمة الحالية، كان آخرها زيارة مساعدة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية للشؤون الإفريقية مولي في، الأسبوع الحالي، والتي جالت خلالها على مختلف الأفرقاء في الخرطوم.
والتقت في بالبرهان، إضافة إلى نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك.
وعقب تزايد الضغوط الداخلية والخارجية، أصدر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الأسبوع الماضي، مرسومًا دستوريًا بتشكيل مجلس السيادة الانتقالي الجديد برئاسته، وتعيين محمد حمدان دقلو "حميدتي" نائبًا له، إلى جانب 11 عضوًا آخرين، فيما أرجأ تعيين ممثل لإقليم شرق السودان لإجراء مزيد من المشاورات.
سقوط قتلى خلال الاحتجاجات
وارتفع عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا في حملة قمع التظاهرات منذ انقلاب 25 أكتوبر في السودان إلى أربعين، بعد وفاة فتى السبت متأثرًا بجروح خطرة أصيب بها الأربعاء، حسب نقابة للأطباء.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان: "ارتقت روح محمد آدم هارون (16 عامًا) متأثرًا بجراحه البالغة جراء إصابته برصاص حي بالرأس والرجل في مليونية 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي".
وشهد الأربعاء 17 نوفمبر سقوط أكبر عدد من القتلى بلغ 16 شخصًا، معظمهم في ضاحية شمالي الخرطوم التي يربطها جسر بالعاصمة السودانية، حسب نقابة الأطباء.
وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ بدء التظاهرات في 25 أكتوبر إلى أربعين نتيجة قمع قوات الأمن.