حذّر كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية، من أن حمى الضنك ستمثل تهديدًا كبيرًا في جنوب الولايات المتحدة وجنوب أوروبا ومناطق جديدة من إفريقيا خلال هذا العقد.
فقد أرجع جيريمي فارار أخصائي الأمراض المعدية هذا التهديد، إلى ارتفاع درجات الحرارة الذي سيخلق ظروفًا ملائمة لانتشار العدوى، داعيًا هذه الدول إلى "الاستعداد".
بيئة ملائمة للبعوض
في التفاصيل، فقد رجّح فارار الذي انضم إلى منظمة الصحة العالمية في مايو/ أيار الماضي خلال حديث مع وكالة "رويترز" أن "تنتشر" حمى الضنك وتستوطن في مناطق من الولايات المتحدة وأوروبا وإفريقيا.
ويوضح أخصائي الأمراض المعدية أن ظاهرة الاحتباس الحراري تجعل من مناطق جديدة بيئة ملائمة للبعوض الذي ينشر المرض، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى المبادرة بالحديث أكثر بكثير عن حمى الضنك".
كما حذّر فارار من أن ذلك الانتشار سيشكل ضغطًا كبيرًا على أنظمة المستشفيات في العديد من البلدان، وتابع: "نحن بحاجة حقًا إلى إعداد الدول على كيفية التعامل مع الضغوط الإضافية التي ستتعرض لها.. في المستقبل في العديد والعديد من المدن الكبرى".
وأمضى فارار 18 عامًا في العمل في فيتنام في مجال الأمراض المدارية التي تشمل حمى الضنك، ثم ترأس لاحقًا جمعية "ولكام تراست" الخيرية العالمية في مجال الصحة وقدم المشورة للحكومة البريطانية بشأن استجابتها لكوفيد-19 قبل انضمامه إلى منظمة الصحة العالمية في مايو/ أيار الماضي.
ما هي حمى الضنك؟
وحمى الضنك هي مرض ينتقل عن طريق لدغات البعوض وينتشر حاليًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حيث يؤثر على أكثر من 100 دولة.
ويتواجد هذا المرض في معظم أنحاء آسيا وأميركا اللاتينية منذ فترة طويلة، ويتسبب في وفاة نحو 20 ألف شخص كل عام.
وارتفعت معدلات الإصابة به بمقدار ثمانية أمثال على مستوى العالم منذ عام 2000، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تغير المناخ وزيادة حركة السفر والتنقلات والتوسع الحضري.
ومن حيث الأعراض، قد لا تظهر أي أعراض على المصاب أو قد تظهر على شكل أعراض الإنفلونزا العادية، فيما يتعافى معظم المصابين بحمى الضنك خلال أسبوع.
ومن أعراضها الصداع والتقيؤ وألم العضلات والمفاصل وآلام خلف العينين والطفح الجلدي.
ما مدى خطورة حمى الضنك؟
في الحالات الشديدة التي تقل عن 1% قد تكون حمى الضنك قاتلة، إلا أن خطورتها تتمثل في تحولها إلى "حمى نزفية" إذ إن انخفاض عدد الصفائح الدموية الحاد يؤدي إلى نزف داخلي ما يعني تلف الأعضاء، ثم الموت.
ويستخدم لقاح "دينجفاكسيا" للوقاية، في حين لا يوجد علاج محدد لحمى الضنك، بينما تعد مكافحة البعوض وعدم التعرض للدغاته، من أهم عوامل الحد من انتشار المرض.
ورغم أنه لا يتم تسجيل العديد من الحالات، لكن عام 2022 تم تسجيل 4.2 مليون إصابة في أنحاء العالم ما دفع بمسؤولي الصحة العامة إلى التحذير من أن مستويات عدوى شبه قياسية متوقعة هذا العام.
وتشهد بنغلادش حاليًا أسوأ تفشٍ للمرض على الإطلاق مع وفاة أكثر من ألف شخص.