تبادل القصف جنوب لبنان.. هل يدخل حزب الله معركة "طوفان الأقصى"؟
بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، استهدف حزب الله مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة جنوبي لبنان "تضامنًا مع المقاومة الفلسطينية المظفرة والشعب الفلسطيني المجاهد والصابر"، على ما جاء في بيانه.
وقد ردّ الجيش الإسرائيلي بقذائف أطلقها باتجاه مواقع رويسات العلم ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
على الأثر، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا ورونيسكا، عن قلقها البالغ إزاء تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، داعية إلى "وقف العمليات العدائية والتزام تطبيق القرار 1701".
في ضوء التطورات في جنوب لبنان، التي تأتي على وقع الهجوم الإسرائيلي على غزة وعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ضد الاحتلال، هل يدخل حزب الله في مواجهة عسكرية مفتوحة مع إسرائيل؟
"ربما تكون رسالة تضامنية من حزب الله"
في هذا الصدد، يعتبر الخبير العسكري خالد حمادة أن تبادل إطلاق النار جنوبي لبنان "محدود وعلى أماكن لا قيمة عسكرية لها"، مشيرًا إلى أن "الرد الإسرائيلي جاء في منطقة مزارع شبعا، التي تستعمل لإعادة إحياء ما يمكن أن يسمى اشتباكات على الحدود بين لبنان وإسرائيل"، وفق تعبيره.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من بيروت: إن "هذه المشاركة من جانب حزب الله ربما تكون نوعًا من الرسالة التضامنية ليس لها فعلًا أي قيمة عسكرية"، وفق وصفه.
ويتحدث عن وجود "أهداف كثيرة على الجبهة الشمالية لإسرائيل يمكن استهدافها، إن كان المقصود فعلًا الانضمام إلى المعركة تحت عنوان ما يُسمى بوحدة الساحات، أو تحت عنوان "إرهاق إسرائيل أكثر"، فيما هي تتصدى للهجوم الناجح الذي نفذته حركة حماس".
وبينما يرى أن التدخل ما يزال شكليًا وربما تحت عدة عناوين أو ضغوط، يذكر بسؤال أكثر من جهة بالأمس - مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" - عن "سبب عدم انضمام حزب الله إلى الحرب إن كان يريد التضامن مع حماس، ويؤمن بوجوب تأمين كل عناصر النجاح لهذه العملية".
"جبهة الجنوب ستحمل مفاجآت كثيرة"
من ناحيته، يرى الباحث السياسي قاسم قصير، أن ما جرى اليوم في جنوب لبنان "إعلان صريح من قِبل حزب الله بأنه انضم إلى المعركة ولو بشكل محدود من خلال بدء القصف".
لكنه يقول في حديثه إلى "العربي" من بيروت، إن تلك رسالة أولى من حزب الله إلى الإسرائيليين مفادها أن "تصعيد الوضع في غزة يعني مزيدًا من التصعيد على جبهة الجنوب".
وبينما يستطرد بأن "العملية نوع من الرسالة الرمزية كبداية"، و"أننا أمام بداية المواجهة"، يضيف: "في تقديري ستتصاعد الأوضاع الميدانية في جبهة الجنوب، في حال صعد الإسرائيليون عملياتهم تجاه غزة أو نفذوا حربًا برية ضد القطاع".
ويشير إلى "الرد الإسرائيلي المحدود لعدم رغبة إسرائيل الانزلاق إلى مواجهة جديدة على جبهة جديدة"، مردفًا بأن "إسرائيل تدرك أن جبهة الجنوب، كما جبهة غزة ومفاجآتها، ستحمل مفاجآت كثيرة".