أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم أمس الجمعة، أن معالجة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة "أولوية عاجلة" بالنسبة إليه، مجددًا استمرار دعم بلاده لإسرائيل، في الوقت الذي برز فيه مشروع قرار روسي في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
بايدن قال في خطاب ألقاه بمدينة فيلادلفيا الأميركية: "نتأكد من أن لدى إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها والرد على هجمات حماس، ومن أولوياتي أيضًا معالجة الأزمة الإنسانية في غزة بشكل عاجل".
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يوجه فرقه للعمل في المنطقة، بما في ذلك التواصل مباشرة مع حكومات إسرائيل ومصر والأردن ودول عربية أخرى والأمم المتحدة.
واختتم بايدن حديثه قائلًا: "لا يمكننا أن نغفل حقيقة أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين لا علاقة لهم بحماس وهجماتها المروعة، وأنهم يعانون نتيجة لذلك".
مشروع قرار روسي
يأتي ذلك فيما اقترحت روسيا أمس على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قرارًا يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار في غزة، والتنديد بالعنف ضد المدنيين.
ويدعو أيضًا مشروع القرار الذي يقع في صفحة واحدة إلى الإفراج عن الرهائن، ووصول المساعدات الإنسانية، والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون للإجلاء. وقال دبلوماسيون إن النص سُلم إلى المجلس الذي يتألف من 15 عضوًا خلال اجتماع مغلق حول الوضع في قطاع غزة.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن حثت بلدان إسرائيل على وقف الهجمات على شمال غزة، حيث تحدى أكثر من مليون مدني أمرًا إسرائيليًا بالإخلاء، فيما قامت الطائرات الحربية للاحتلال باستهداف 3 قوافل للفلسطينيين في مواقع مختلفة ممّن كانوا يحاولون الوصول إلى جنوبي غزة، ما أسفر عن استشهاد 70 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 200.
"الفيتو"
ويحتاج قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تسعة أصوات مؤيدة على الأقل وعدم استخدام الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو الصين أو روسيا حق النقض (فيتو). ومن المعروف أن الولايات المتحدة تحمي حليفتها إسرائيل من أي إجراء في مجلس الأمن.
ولم يتضح حتى الآن متى أو ما إذا كانت روسيا ستطرح مشروع القرار للتصويت، فيما قالت وزارة الخارجية الروسية إن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين التقى بالسفير الإسرائيلي لدى موسكو ألكسندر بن تسفي أمس وناقشا التصعيد الراهن.
وقالت الوزارة: "في هذا الصدد، جرت مراجعة موضوعية للأنشطة الحالية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإجراءاته وتحركاته المحتملة، مع التركيز على الحاجة الملحة لضمان حماية المدنيين في كل من إسرائيل وفلسطين، لمنع التداعيات الإنسانية الكارثية وانتقال الصراع لدول أخرى في المنطقة".
وفي وقت سابق أمس الجمعة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إسرائيل ترد على هجوم بوحشية غير مسبوقة باستخدام أساليبها الوحشية الخاصة.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الوزارة في تعقيب في وقت لاحق إن الجانب الروسي أثناء الاجتماع مع السفير "شدد على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار والإدارة السلسة لإجراءات التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس قرارات الأمم المتحدة".
حماس تثمن موقف بوتين
وثمنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، موقف الرئيس الروسي من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
وقالت "حماس" في بيان صحفي، صدر ليل الجمعة السبت: "نثمن في حركة المقاومة الإسلامية موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من العدوان المتواصل على شعبنا ورفضه حصار غزة وقطع الإمدادات الإغاثية عنها واستهداف المدنيين الآمنين فيها".
وأكدت الحركة، ترحيبها "بالجهود الروسية الحثيثة الرامية إلى وقف العدوان الهمجي الممنهج على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
ومساء الجمعة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "حصار غزة غير مقبول"، كما أكد حق الشعب الفلسطيني "في إنشاء دولته التي وعدوه بها منذ زمن".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله، إن "الشعب الفلسطيني له الحق في إنشاء دولته، وتجمعنا علاقات جيدة للغاية مع العالم العربي، منذ عشرات السنين، وبالطبع مع فلسطين، التي تلقت وعودًا منذ زمن بإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها في القدس الشرقية".