نشرت صحيفة الغارديان تحقيقًا استقصائيًا أبرزت فيه جانبًا من حجم التضييق الإعلامي الممارس في الولايات المتحدة على المدافعين عما يحدث في غزة والضفة الغربية من جرائم للاحتلال الإسرائيلي.
وحاولت الصحيفة البريطانية نقل الضغوطات التي يتعرض لها صحافيون من أصول عربية وفلسطينية في أثناء تغطيتهم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ومشاهد الدمار والجرائم المستمرة لآلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا تحتاج لوصف أو تعبير، غير أن العديد من المنابر الإعلامية الغربية تحاول حجب الحقيقة وشجب كل محاولات إيصالها إلى الرأي العام الدولي.
تضييق متعمد على الرواية الفلسطينية
وفي سياق ذلك، يبرز التعتيم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على غزة، إذ خلص تحقيق لصحيفة الغارديان البريطانية إلى ما عنونته بقمع وجهات النظر المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة.
وفي حيثيات التحقيق، أشارت الصحيفة إلى أنه وفقًا لناشطين أميركيين فلسطينيين فإن شبكات التلفزيون الأميركية فرضت رقابة على مقابلاتهم أو ألغتها.
وهو الأمر الذي عاشته محامية حقوق الإنسان الفلسطينية الأميركية نورا عريقات بعد ظهورها مباشرة على قناتي "سي بي أس" و"أي بي أس".
وقالت عريقات وفقًا للغارديان: إنها شعرت أنها كانت مدعوة للحديث عن الوضع الإنساني في غزة مع تجنب ذكر أسباب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضافت المحامية أنها تفاجأت في الوقت ذاته من السماح لمتحدث مدافع عن إسرائيل الخوض في خطاب طويل هاجم فيه حماس ووصف عمليتها العسكرية بقنبلة ناكازاكي.
وبعد ظهورها في برنامج برايم تايم على شبكة سي بي إس وانتقادها ما اعتبرته تأييدًا لإسرائيل في أثناء الحوار تم حذف ظهورها من البرنامج عند نشره على الإنترنت.
الوضع نفسه نقله محللون أميركيون فلسطينيون تعرضوا لمعاملة مماثلة من قبل شبكات التلفزيون بما فيها شبكة "سي إن إن".
إلغاء مقابلات داعمي القضية الفلسطينية
وقال بعضهم إنه كان من المبرمج ظهورهم في برامج تلفزيونية، وتم إلغاء ذلك بعد أن اتصل منتجوها قبل العرض ليسألوا عما سيقولونه على المباشر.
وأشارت الغارديان كذلك في سياق تحقيقها إلى ما أورده صحافي أميركي من أصول عربية رفض ذكر اسمه أن هناك حملة منسقة لتشويه سمعة المراسلين الذين يحملون أسماء عربية باعتبارهم متحيزين للقضية الفلسطينية.
والضغط والتضييق على المحتوى الداعم لغزة في الولايات المتحدة لم يقتصر على الإعلام، فتحقيق الغارديان عرج أيضًا إلى الرقابة المفروضة على الصحافيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار التحقيق إلى ما حدث مع مديرة تحرير صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية سارة ياسين التي اتهمتها مجموعة ضغط يمينية بالتعاطف مع حماس لمجرد إعادة نشرها مقال على حسابها على منصة "أكس" ينتقد الهجوم على غزة.