يواصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته الدموية على قطاع غزة لليوم السادس والعشرين على التوالي، فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن قصف الاحتلال تجمعًا للمواطنين أمام مخبز بمدينة غزة.
وقال مكتب الإعلام الحكومي، إنّ الاحتلال قصف تجمعًا للمواطنين أمام مخبز "الشرق" في شارع النصر بمدينة غزة، واستهدف الإسعاف خلال عمليات الإنقاذ.
من جهته، أفاد مراسل "العربي" بأنّ مستشفى الشفاء استقبل عددًا من الشهداء والجرحى بعد استهداف الاحتلال المخبز في شارع النصر.
مجزرة جديدة في جباليا
وتجدد القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة بعد ساعات من استشهاد العشرات في المنطقة ذاتها في قصف إسرائيلي الأربعاء.
وقال الدفاع المدني في غزة في بيان: "تم انتشال عائلات بأكملها من تحت الأنقاض"، مشيرًا إلى دمار هائل في المخيم".
كما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الأربعاء سقوط عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين، غداة قصف إسرائيلي على المنطقة ذاتها أودى بحياة خمسين شخصًا على الأقل.
وأفادت الوزارة في بيان عن "عشرات الشهداء والجرحى في قصف طائرات الاحتلال مربعًا سكنيًا بمنطقة الفالوجة في مخيم جباليا".
وقد أشار مراسل "العربي" في غزة صالح الناطور إلى أن هذا المخيم هو مكتظ ويسكنه عشرات الآلاف يضاف إليهم عدد كبير من النازحين. وقد استهدف القصف الإسرائيلي مربع سكني يعرف بحي الفالوجا وذلك بعد ساعات من ارتكاب الاحتلال لمجزرة في المخيم نفسه. وقد دّمر نحو 9 منازل في الغارة الأخيرة في حصيلة أولية، بحسب المراسل.
وهذه المجزرة الثالثة في جباليا خلال يومين، وكانت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت أمس الثلاثاء أن قصفًا إسرائيليًا أوقع "400 ضحية بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، ودمر حيًا سكنيًا كاملًا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة".
عدد الضحايا "يفزع" بوريل
وتعليقًا على المجازر الذي يشهدها مخيم جباليا، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الأربعاء: "إنه فزع" بسبب العدد الكبير لضحايا القصف الإسرائيلي.
وأضاف في بيان على منصة "إكس": "بناء على الموقف الواضح لمجلس الاتحاد الأوروبي بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي وضمان حماية جميع المدنيين، أشعر بالفزع إزاء العدد الكبير من الضحايا في أعقاب القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين"، حسب قوله.
واعتبر بوريل أنه "يجب تطبيق قوانين الحرب والإنسانية دائمًا، بما في ذلك عندما يتعلق الأمر بالمساعدة الإنسانية".
ودعا قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي إلى وقف القصف الإسرائيلي وهجمات حماس الصاروخية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر ممرات آمنة، كما قالوا إنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في المنطقة.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة ومسؤولو إغاثة آخرون إن المدنيين في القطاع المحاصر يواجهون كارثة صحة عامة، حيث تكابد المستشفيات لعلاج المصابين الذين يتزايد عددهم مع انقطاع إمدادات الكهرباء.
وكرّر بوريل نداء الأسبوع الماضي قائلًا: "الأمر يصبح أكثر إلحاحًا بمرور كل يوم، حيث يتردى الوضع بشكل أكبر"، مضيفًا إن "سلامة المدنيين وحمايتهم ليست التزامًا أخلاقيًا فحسب، بل هي أيضًا التزام قانوني".