لليوم الـ37 على التوالي، واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة؛ ما خلف آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير أحياء سكنية بأكملها على رؤوس ساكنيها.
وفي وقت تنشر فيه المقاومة الفلسطينية مقاطع مصورة لتدمير دبابات وآليات الاحتلال خلال معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسام في 7 أكتوبر/ تشرين الثاني، تصر إسرائيل على لسان مسؤوليها مواصلة العدوان على غزة حتى القضاء على حركة "حماس"، حسب قولهم.
المقاومة الفلسطينية تستعد لحرب طويلة
وفي هذا الإطار، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي أحمد عبد الرحمن، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفع السقف دائمًا، فيما يحاول وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أن يضغط أكثر كما يبدو لتحقيق هدف سياسي أكثر منه ميدانيًا.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من غزة، أن المقاومة الفلسطينية ما زالت موجودة في الميدان، وهي تستخدم تكتيكات ربما تسعى من ورائها إلى التعامل مع حرب طويلة الأمد.
وبشأن هدف إسرائيل العسكري والإستراتيجي من الإصرار على الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي ومحاصرته، لفت عبد الرحمن إلى أن الاحتلال ينفذ حصارًا مطبقًا على المجمع من ثلاثة اتجاهات الغربي والجنوبي والشرقي، وأن الدبابات تقف على بعد أمتار من بوابات الشفاء المختلفة، مشيرًا إلى أن لا هدفًا عسكريًا، ولا نتيجة قد تحقق من هذه الخطوة.
وفيما أرجع ذلك لأن مجمع الشفاء هو مستشفى مدني، لا يوجد فيه لا مقاومين ولا مقاتلين ولا أي سلاح، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن الاحتلال يحاول فقط أن يحرز نصرًا معنويًا.
وأوضح عبد الرحمن أن الأميركيين يكذبون ويحاولون ذر الرماد في العيون، مشيرًا إلى الأميركي هو الذي يخطط ويبدو أنه يضرب غزة من خلال سلاح الجو.
عبد الرحمن الذي لفت إلى أن إسرائيل تحاول الوصول إلى هدف ما وضعته نصب أعينها وتريد تحقيق إنجاز من ورائه، أشار إلى أن الاحتلال لا يخوض حربًا طويلة، معربًا عن اعتقاده أن هناك هدفًا تكتيكيًا ما تسعى إسرائيل للوصول إليه، وتحاول جمع معلومات كما يبدو لأن بسبب حجم طيران الاستطلاع كبير جدًا في كل قطاع غزة.
كما أعرب عن اعتقاده أن الاحتلال وبطائراته يعتقد أنه يقترب من هدف ما في غزة، أو شخصية ما أو من تحقيق إنجاز ميداني. لذلك هي تريد إدامة فترة الحرب لأطول فترة ممكنة.
ولكن عبد الرحمن أشار إلى أنه على المستوى العملياتي على الأرض لا يوجد هدف مباشر أو واضح لإدامة فترة الحرب على الإطلاق، موضحًا إذا كان الشفاء هو هدف إسرائيل فهي تستطيع أن تدخله في أي لحظة.
ومضى قائلًا: إن "هدف الاحتلال من خلال عدوانه على غزة هو استعادة قوة الردع التي سقطت في 7 أكتوبر المنصرم، وذلك واضح من خلال عمليات قتل المدنيين، مؤكدًا أنه لا يوجد لدى إسرائيل أي هدف عسكري على الأرض.
واستبعد عبد الرحمن أن تسعى إسرائيل لاحتلال غزة، مشيرًا إلى أنها لا تستطيع أن تبقى في القطاع، كما أنها لا تستطيع أن تتمركز في منطقة واحدة في ظل القصف العنيف الذي تقوم به.
