تعيش مستشفيات قطاع غزة وضعًا مأساويًا جدًا يتمثّل في إستراتيجية إسرائيلية تقوم على الاستهداف المتعمّد والممنهج للقضاء على الحياة في القطاع.
وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ 9 مستشفيات فقط من أصل 35 مستشفى تعمل في قطاع غزة.
وأكد الناطق باسم الإعلام الحكومي في قطاع غزة تيسير محيسن أنّ جيش الاحتلال يصر على إخراج مستشفيات محافظتي غزة وشمال القطاع من الخدمة.
وقال محيسن في حديث إلى "العربي" من غزة، إنّ الاحتلال يريد القضاء على الحياة في غزة وشمالها باستهداف القطاع الصحي، مضيفًا أنّ الاحتلال أخرج مستشفيات عن الخدمة منها مجمع الشفاء الطبي والرنتيسي وهو الآن يُحاول إخلاء المستشفى الإندونيسي بعد استهدافه، ناهيك عن تحويل مستشفى القدس في غزة إلى ثكنة عسكرية واستهداف المستشفى الأهلي المعمداني.
وأكد أنّ القطاع الصحي في غزة مدمّر، ولا يستطيع تقديم خدماته للمرضى.
وأكد الدكتور مروان السلطان المدير الطبي للمستشفى الإندونيسي استهداف المستشفى بقصف مباشر ما أدى إلى دمار شديد.
وقال لـ"العربي"، إنّ قوات الاحتلال تحاصر الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخل المستشفى والوضع خطير.
وأكد المدير الطبي للمستشفى الإندونيسي لـ"العربي" أنه في ظل الأوضاع الحالية الصعبة يفاضل الأطباء بين المرضى، ويحاولون قدر المستطاع معالجة الجرحى لإنقاذهم.
ضرب المنظومة الصحية
من جهته، أكد مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي صالح الهمص أنّ الاحتلال يُريد ضرب المنظومة الصحية في مناطق شمالي قطاع غزة.
وأوضح الهمص في حديث إلى "العربي" من خانيونس، أنّ توافد المرضى والجرحى من مجمع الشفاء والمستشفى الإندونيسي ومستشفيات شمال القطاع زاد الضغط على مستشفيات الجنوب التي تُعاني أصلًا وتعمل بأكثر من ثلاثة أضعاف في المئة من عملها المعتاد وطاقتها الاستيعابية ناهيك عن النقص في الأدوية والمعدات الطبية، ما يُهدّد أيضًا بخروجها عن الخدمة.
وأكد أنّ لا أسرة متوفرة في مستشفى غزة الأوروبي لاستقبال الجرحى الذين يحتاجون إلى وقت طويل للمكوث في المستشفى الذي يأوي أيضًا الكثير من الجرحى الذين لن يعد لديهم مأوى ناهيك عن النازحين.
قتل ممنهج ومتعمّد
بدوره، أكد مدير عام مستشفيات غزة الدكتور محمد زقّوت أنّ الاحتلال يرتكب مجازر متتالية في المستشفيات التي تتعرّض للقصف.
وقال زقّوت في حديث إلى "العربي"، إنّ الوضع في المستشفى الإندونيسي مأساوي وخطير جدًا مع تواصل القصف الإسرائيلي، مضيفًا أنّ الاحتلال الإسرائيلي استهدف مركز "نورة راشد الكعبي لغسيل الكلى مقابل المستشفى الإندونيسي".
وأوضح أنّ مستشفى كمال عدوان يأوي المئات من الجرحى والشهداء في ساحاته وفي أقسام الطوارئ من دون أي إمكانية للتعامل معهم نظرًا لتوقّف غرف العمليات، مضيفًا أنّ العشرات من هؤلاء الجرحى يفقدون أرواحهم.
وأشار إلى أنّ المستشفى الإندونيسي يأوي 500 جريح و200 من الطواقم الطبية وآلاف النازحين، بينما يأوي مستشفى كمال عدوان 350 مريض و12 طفل في العناية المركزة، وأطفال في الحضانات، فيما لا يزال 260 مريضًا محاصرين في مجمع الشفاء مع خمس أطباء من دون أي مقومات للخدمة.
وأوضح أن المرضى في الشفاء يستشهدون واحدًا تلو الآخر في قتل ممنهج ومتعمّد من قبل الاحتلال.