سارع مئات الفلسطينيين العالقين في المدن المصرية بالتوجه إلى معبر رفح البري والعودة إلى ديارهم، منذ بداية الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.
ورغم عدم اليقين بشأن تمديد الهدنة المؤقتة، إلا أن هؤلاء فضلوا البقاء مع عائلاتهم داخل غزة في مواجهة ما تحمله الأيام المقبلة.
العودة إلى غزة
وواكب "العربي" عودة الفلسطينيين طارق وشقيقه، اللذين وفور الإعلان عن الهدنة التي طال انتظارها، جمعا أمتعتهما البسيطة واستعدا للعودة إلى غزة.
وبدلًا من الهدايا والألعاب للأطفال والأسرة، حملت حقائبهما ما تيسر شراؤه من أغذية، بات الوصول إليها صعبًا هناك، مع شح المواد الغذائية في القطاع الذي شددت إسرائيل الحصار عليه، منذ بداية عدوانها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويقول طارق في حديث إلى "العربي": "الكثير من الناس، نصحونا بعدم العودة، والتريث حتى نهاية الحرب، وهذا ما أرفضه من جهتي".
وتساءل الشاب الفلسطيني: "كيف أكون هنا، وسط هذا التعب النفسي، والأسئلة التي ترادوني حول القصف الإسرائيلي، ومكان أهلي".
"أريد لمس ترابها"
ووصل العشرات من الفلسطينيين إلى بوابة معبر رفح، مع الساعات الأولى للصباح، بعد أن علقوا لأسابيع منذ بدء الحرب في المدن المصرية، وكانوا ينتظرون هذه اللحظة.
وقالت سيدة فلسطينية لمراسل "العربي" أحمد حسين في معبر رفح: "مشتاقة أكثر من عمري وروحي، أن أدخل غزة وألمس ترابها وهوائها، الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء، أرض الصابرين والمرابطين".
ولا تعد هذه العودة بالنسبة للفلسطينيين ممن كانوا خارج القطاع، بعودة إلى عائلة فقد بعض أفرادها، أو منزل بات ركامًا، بل هي عودة إلى وطن لا يزال صامدًا.
ويواكب "العربي" ساعات النهار البطيئة التي تمر على جد فلسطيني يحمل الجنسية المصرية، حيث حل عليه الظلام وهو يترقب خروج أحفاده ناجين من هول القصف الإسرائيلي، حيث لم يفقد الآمل حتى تلقفهم بين أحضانه من جديد.
وخرج من قطاع غزة منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أكثر من تسعة آلاف من جنسيات مختلفة، ومنهم فلسطينيون مزدوجو الجنسية، فيما لم يسمح بعودة غير الفلسطينيين العالقين منهم إلى قطاع غزة.