عبر الأقمار الصناعية.. "العربي" يكشف أبرز محاور توغل الاحتلال في غزة

خلال أكثر من 40 يومًا من القتال، كان الهدف الواضح للتوغلات الإسرائيلية في غزة السيطرة ميدانيًا على شمال القطاع وفصله عن جنوبه.

ومع تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية ليومين إضافيين، رصدت وحدة التحقق من خلال المصادر المفتوحة في التلفزيون العربي صورًا للأقمار الصناعية تُظهِر أبرز نقاط توغل القوات الإسرائيلية في شمال وجنوب قطاع غزة.

فبرزت حدود توغل جيش الاحتلال شمال قطاع غزة حتى السادس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، ليكون هذا المشهد الأخير لحدود التوغل شمالًا وجنوبًا، مع تمديد الهدنة المؤقتة في القطاع.

كيف بدت خارطة توغل الاحتلال؟

• مخيم جباليا وبيت حانون

تظهر صور ملتقطة في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري إحكام آليات الاحتلال حصارها على مخيم جباليا من الجهة الغربية والشرقية والشمالية. 

وتكشف الصور أيضًا مسارات آليات الاحتلال حول المخيم ومدينة جباليا في شمال قطاع غزة، حيث أحرز الاحتلال تقدمًا بين 21 و26 نوفمبر، وذلك من خلال ظهور مسارات جديدة للآليات وجرفه لمساحات خضراء في محيط المخيم، وصولاً لعمق أربعة كيلومترات ومئة وخمسين مترًا كأقصى مسافة توغّل له عن السياج الأمني الفاصل مع غلاف غزة، وإلى نحو ثلاثة كيلومترات و630 مترًا كأقصى مسافة شرقًا.

كما أظهرت الصور التي رصدها تحقيق "العربي" وجود مسارات جديدة لآليات الاحتلال في محور بيت حانون، حيث تمّ تجريف قطاع واسع من الأراضي الزراعية في المنطقة، وبرزت مناطق تجمّع لآليات وقوات الاحتلال فيها، بينما سجّلت هذه المسارات أقصى نقطة توغّل لها عند مسافة 2.2 كيلومتر.

في المحور الشمالي الغربي، وخاصة في بيت لاهيا، أظهرت صور الأقمار الصناعية الدمار والتوغل الإسرائيلي في بعض أجزاء الحي المكتظ بالسكّان، حيث برزت ثلاثة مراكز على الأقل لتجمع آليات الاحتلال على أطراف وداخل الحيّ.

وفي قياس مسافة توغّل الاحتلال في هذه المنطقة، فهي بلغت نحو 2.87 كيلومترًا كحدّ أقصى.

إلى ذلك، ظهرت مشاهد الدمار الذي خلّفه قصف الاحتلال في مخيم الشاطئ وحي الشيخ رضوان شمال غربي قطاع غزة.

ومن خلال صور الأقمار الصناعية هناك، تمكن فريق "العربي" من رصد مناطق تجمّع آليات الاحتلال ومسارات توغّلها، التي وصلت إلى نحو 1.88 كيلومتر، كأقصى نقطة توغّلٍ لها.  

وقد كشفت أيضًا مقارنة للصور بين 21 و26 من الشهر الحالي ظهور مسارات جديدة للاحتلال.

• مدينة غزة 

أما في مدينة غزة، فقد بدت مسارات آليات الاحتلال أقلّ بمقارنة مع المحاور الأخرى، لكنّ الصور أظهرت وجود مساراتٍ جديدة في غرب مدينة غزة، وغيابها شرقًا، مع تسجيل توغّل لم يتعدّ الـ2.33 كيلومتر.

ومن خلال الصور التي رصدها تحقيق "العربي" في 26 نوفمبر لتل الهوى وحي الزيتون، تظهر مسارات توغّل آليات الاحتلال ومراكز تجمّعها.

لكن بمقارنة هذه الصور مع 21 نوفمبر، يُلاحظ اختفاء بعض مسارات التوغّل ونقص في بعض المناطق المجرّفة، خصوصًا في الجهة الجنوبية من حي الزيتون، وظهور مسارات بارزة في المناطق المتاخمة لمراكز تجمع آليات الاحتلال.

وعليه، تظهر نقطة توغل الاحتلال في حي الزيتون، بنحو 2.55 كيلومتر كحد أقصى.

أما في حي تل الهوى، فتبعد أقصى نقطة من مسارات التوغل بحدود 1.91 كيلومتر.

• محور جحر الديك

وفي المنطقة الشمالية لقطاع غزة، كان لمحور جحر الديك حصّة الأسد من توغل قوات الاحتلال، لكونه النقطة التي فصلت شمال قطاع غزة عن جنوبه. 

وبمقارنة صور الأقمار الصناعية للمنطقة، يلاحظ ظهور مساراتٍ جديدة في المحور وتجريف للأراضي الزراعية. كما يلاحظ جليًا بروز مسار التوغل الرئيسي بشكل لافت.

إلى ذلك، تُبيّن صور الأقمار الصناعية توغّل القوات الإسرائيلية في مسار أفقي من منطقة جحر الديك، وصولًا إلى طريق الشاطئ في أقصى شرق غزة، على مسافة 7 كيلومترات.

• جنوب قطاع غزة

أما جنوبًا، حيث تحاول قوات الاحتلال تحويل عملياتها بحسب ما أفادت به صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد شهدت الحدود الشرقية هناك مساراتٍ ترابيّة لآليات جيش الاحتلال، خصوصًا شرق القرارة وخزاعة في محوري مدينة خانيونس ورفح على التوالي.

وفي منطقة وادي السلقا شمال خانيونس، بلغ أقصى عمق لمحاولة التوغل 810 أمتار في داخل قطاع غزة، وفق الإحداثيات، حيث لوحظت مسارات الإمداد والتوغل من مستوطنة كيسوفيم في 16 نوفمبر.

أما جنوبًا شرق القرارة، فكان أقصى عمق للتوغّل عند 760 مترًا، وهو ما رصده تحقيق "العربي" في 16 نوفمبر، من خلال الكشف عن مسارات جديدة في جانب غلاف غزة وتوسّع لمسارات الآليات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الزراعية في القطاع.

وكان أقصى مدى لتوغّل الاحتلال شمال شرقي القرارة 560  مترًا، حيث فُتِحت مسارات جديدة على الحدود مع غزة، قادمة من قاعدة كيسوفيم العسكرية.

وتشابهت تطورات الميدان في محور رفح، ففي جنوب الخزاعة، سجل التوغل 780 مترًا. أما في محور رفح جنوب قطاع غزة، فيُلاحظ ظهور مسارات جديدة لآليات الاحتلال الإسرائيلي، وتوغّلها في عمق لم يتعدّ الـ1.24 كيلومترًا.