وصفت حركة حماس اليوم الجمعة قصف الجيش الإسرائيلي للمسجد العمري الكبير في غزة بأنه "جريمة همجية شنيعة وحقد دفين على الحضارة الإنسانية".
وصباح الجمعة، تعرض المسجد العمري بقلب مدينة غزة إلى "دمار واسع عقب استهدافه من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي"، وفق ما نقلت وكالة "صفا" الفلسطينية.
ويُعدّ المسجد الذي أُسس قبل أكثر من 1400 عام، من أكبر وأعرق مساجد غزة، وثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد الأقصى في القدس، وأحمد باشا الجزار في عكا، ويوازيه بالمساحة جامع المحمودية في يافا، وفق مصادر فلسطينية.
ويقع المسجد في حي الدرج، وهو ملاصق لسوق القيسارية التاريخي، وهو ضخم البناء والقيمة الأثرية وجميل الشكل والهندسة، تقام فيه الصلوات ويدرس فيه المدرسون، وبجانبه مكتبة عامرة منذ القدم، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
"جريمة همجية شنيعة"
وقالت حماس في بيان: إن قصف الجيش الإسرائيلي المسجد العمري الكبير في مدينة غزة، وتدميره هو "جريمة همجية شنيعة، تطال أثرًا تاريخيًا هامًا، ومعلمًا من معالم مدينة غزة الدينية".
وأوضحت أن ذلك دليل على "مقدار ما يحمله هذا الكيان المصطنع الذي يفتقد لأي جذور تاريخية، من حقدٍ دفين على الحضارة الإنسانية، وسعيه إلى تدمير الحياة المدنية في مدينة غزة، في إطار حرب الإبادة التي يشنها على شعبنا الفلسطيني وعلى وجوده على أرضه".
وأشارت "حماس" إلى أن الاستهداف الإسرائيلي "خلال الحرب الوحشية (على قطاع غزة) طال معظم المعالم التاريخية، بما يشمل المساجد العريقة، والكنائس التاريخية، التي وقفت شاهدة على عراقة هذا الشعب العظيم".
وأضافت الحركة: "دمّر الاحتلال المجرم حتى الآن 104 مساجد، وثلاث كنائس تاريخية".
الاحتلال يستهدف الموروث الثقافي في غزة
وأمس الخميس، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مسجد "عثمان بن قشقار" الأثري في البلدة القديمة بمدينة غزة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين، وإلحاق أضرار مادية في المنازل المجاورة.
وتأسس المسجد عام 620 للهجرة، ورغم صغر مساحته، فإنه من أقدم المساجد والأعيان الأثرية في قطاع غزة، وهو موجود في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ومجاور للمسجد العمري الكبير.
ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دمر الاحتلال عشرات الأماكن الأثرية والمنازل القديمة، في تعمد فاضح لاستهداف الموروث الثقافي الفلسطيني، حسب وكالة "وفا".
وتشير وزارة الثقافة الفلسطينية، إلى أن طائرات الاحتلال قصفت ثمانية متاحف، منها: متحف رفح، ومتحف القرارة، ومتحف خانيونس، إضافة إلى تدمير معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة، بما فيها عشرات المباني التاريخية.
كما دُمرت تسعة دور نشر ومكتبات، بالإضافة إلى تضرر عدد من المراكز الثقافية بشكل كلي أو جزئي، عُرف منها 21 مركزًا، كما تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة للتدمير بما فيها 20 مبنى تاريخيًا، من كنائس، ومساجد، ومتاحف، ومواقع أثرية، وتدمير وتضرر 3 أستوديوهات وشركات إنتاج إعلامي وفني.