أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة، أنّه أبلغ نظيره الأميركي جو بايدن أن عليه التدخل شخصيًا لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك في أول اتصال هاتفي بينهما منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال أردوغان في إسطنبول بعد صلاة الجمعة، إنّه أبلغ بايدن في مكالمة هاتفية أمس الخميس بأنّ تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بالمنطقة مسؤولية تاريخية تقع على عاتق الولايات المتحدة، مضيفًا أنّ سحب دعم الولايات المتحدة غير المشروط لإسرائيل يمكن أن يضمن وقفًا سريعًا لإطلاق النار.
وذكر أنّ تصعيد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وإطالة أمدها قد تكون له "عواقب سلبية إقليمية وعالمية"، معتبرًا أنّ الحل الأكثر منطقية والمستدام هو إنشاء آلية الضامن التي اقترحتها تركيا، والوفاء بالوعود وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة ومتصلة جغرافيا على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
إسرائيل تتّجه نحو العزلة
وحول الموقف العالمي من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين، أكد الرئيس التركي أنّ إسرائيل تتّجه نحو عزلة ستزداد في المستقبل.
وبشأن تصريحات إسرائيل الرافضة لوقف إطلاق النار، قال أردوغان: "ليس من الممكن أن نتوقع حسن نية من إسرائيل في هذه المرحلة، لكن الأهم يجب أن نرى كيف ينظر العالم إلى إسرائيل الآن".
وأضاف: "تذكروا كيف وقفت 121 دولة ضد إسرائيل في التصويت الأول بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وحينها امتنعت 40 دولة عن التصويت، وانحازت 10 دول إلى إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة".
وأردف: "لكن الزمن تغير الآن وارتفع عدد الدول التي تقف ضد إسرائيل، وهذا مؤشر على أنها تتجه نحو العزلة التي ستزداد أكثر في المستقبل".
طائرات "أف 16"
وعلى صعيد آخر، قال أردوغان إنّ بايدن أبلغه بأنّه ينظر بإيجابية لمسألة بيع مقاتلات "إف-16" لتركيا، وبأنّه مستعدّ لتقديم كل أنواع المقترحات إلى الكونغرس بشأن هذا الأمر.
وأضاف: "أخبرني بايدن بأنهم يولون أهمية كبيرة لشيء واحد فقط، وهو نهجنا تجاه السويد، وقرار برلماننا فيما يتعلق بالسويد. وأخبرته أنّ البرلمان التركي لديه نهج صادق فيما يتعلق بالسويد، طالما تحافظ السويد على نهجها تجاه الإرهاب".
والإثنين، ربط أردوغان مصادقة تركيا على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي، بموافقة "متزامنة" من الكونغرس الأميركي على بيع طائرات "إف-16" لأنقرة.
بدوره، ذكر البيت الأبيض في بيان، أنّ بايدن وأردوغان ناقشا الأوضاع في غزة.
وأضاف البيان أنّ الرئيسين اتفقا على أهمية حماية المدنيين في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية للمنطقة، في حين جدّد بايدن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
ووفقًا للبيان، شدّد بايدن على أهمية الحفاظ على قوة حلف الناتو، معربًا عن تطلّعه لتذليل العقبات أمام انضمام السويد للناتو.
