أثار مقطع مصوّر ظهر فيه جنود الاحتلال وهم يدخنون النرجيلة في أحد منازل مدينة جنين ويسخرون من فلسطينيين معتقلين معصوبي الأعين بعد التنكيل بهم غضبًا عارمًا.
المقطع شكل دليلًا آخر على أن الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة في قمع الاحتلال كلُهم سواء.
فعلى الرغم من التأكيدات الإسرائيلية المتواصلة بأن الهدف من العدوان على القطاع هو القضاء على حركة حماس، إلا أن الاعتداءات والاقتحامات والمداهمات الإسرائيلية في مدن وبلدات الضفة لم تنقطع.
وتقف مدينة جنين ومخيمها شاهدين على أعنف الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة؛ إذ تتواصل حملات الاعتقال الليلية الإسرائيلية على المخيم. وتشهد هذه المداهمات اعتداءات وانتهاكات صارخة على الفلسطينيين.
والفيديو الذي انتشر في الساعات الماضية كشف بعضًا من تلك الانتهاكات، حيث قال فيه أحد جنود الاحتلال ساخرًا عبر الكاميرا: "لم أتخيل جنين هكذا، ماذا سأقول لك، أعرض لهم ماذا يوجد لدينا هنا، ماذا تتمنى؟ رقائق البطاطس، ماذا تتمنى لنا يا ازمير؟.. الاسترخاء على شاطئ غزة".
تصاعد عنف الاحتلال في الضفة
وتصاعدت حدة الاعتداءات في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، حيث قتل جيش الاحتلال نحو 290 فلسطينيًا وأصاب آخرين، في حين اعتقل أكثر من 4400 فلسطينيًا.
وقد وصف نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين حملة الاعتقالات الإسرائيلية في جنين بأنها الأوسع منذ انتفاضة الأقصى التي بدأت عام 2000.
بدورها، وصفت وكالة الأونروا عام 2023 بأنه "الأكثر دموية" في الضفة الغربية منذ بدء الأمم المتحدة في تسجيل وتوثيق أعداد ضحايا ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة في 2005.
جاء ذلك في تقرير يكشف الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، مع مرور أكثر من شهرين على اندلاع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وتصاعد حدة الدهم والاعتقالات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي التي عجت بالتعليقات على الفيديو الذي انتشر لجنود الاحتلال من جنين، كتب عبد الرحمن: "يتساءلون لماذا الشباب حاقد عليهم لهذه الدرجة، فكم من الشباب المنكل بهم سوف يلتحق بالمقاومة؟".
وبينما أكد ناصر أن المقاومة هي الحل والمصير وليست رفاهية، قال محمد سامهوري: الصهيونية تستقوي على المدنيين ولكن في ساحة المعركة تظهر حقيقتهم.
