مجازر جديدة للاحتلال.. إرجاء جلسة أممية حول غزة بسبب رفض أميركي
انتهى اليوم الـ74 من العدوان على قطاع غزة مسجلًا استشهاد نحو مئة فلسطيني جراء القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق مختلفة، بحسب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، معلنًا ارتفاع عدد الشهداء إلى 19667 شهيدًا والإصابات إلى 52586.
وقد تركز القصف فجر اليوم في رفح وخان يونس جنوب ووسط القطاع، حيث تحدثت المعلومات عن استشهاد 25 شخصًا على الأقل في قصف استهدف ثلاثة منازل.
كما ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم جباليا شمالي القطاع استهدف خلالها منازل ومركزًا طبيًا ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين. وأشار مدير وزارة الصحة في غزة منير البرش في حديث إلى "العربي" إلى استشهاد 10 أشخاص على الأقل وإصابة 40 جراء قصف على منزلين بمخيم جباليا، مؤكدًا أن العديد من الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض.
وكشفت وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية حوّلت مستشفى "العودة" شمالي القطاع إلى "ثكنة عسكرية"، تحتجز بداخله العشرات من كوادره الطبية والمرضى والنازحين.
غزة "أخطر مكان في العالم للأطفال"
وإزاء استمرار القتل، أكد الناطق باسم اليونيسف جيمس إلدر الثلاثاء أن غزة هي "أخطر مكان في العالم" للأطفال، وذلك بعد عودته من الأراضي الفلسطينية.
كما أدان متحدث باسم منظمة الصحة العالمية الانتهاكات الإسرائيلية في مستشفيات غزة، وقال إن "سماح العالم لذلك بالاستمرار أمر يخالف الضمير ولا يصدق".
وحذّرت المنظمة من مخاطر انتشار الوباء بقطاع غزة، في ظل تدهور المنظومة الصحية هناك.
واعتبرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش أن العدوان على غزة يمثل "فشلًا أخلاقيًا" للمجتمع الدولي، وحثت جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق جديد لوقف القتال.
قتلى في صفوف جنود الاحتلال
إلى ذلك، أشارت مصادر لـ"العربي" إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال في المناطق الغربية من جباليا شمالي قطاع غزة، في وقت اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل جنديين إضافيين في المعارك شمالي القطاع.
كما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء الثلاثاء، استهدافها قوات وآليات عسكرية إسرائيلية في محاور قتال بوسط وجنوب قطاع غزة؛ ما أسفر عن "قتلى وجرحى".
وقالت "القسام"، في سلسلة بيانات عبر منصة تلغرام، إنها استهدفت "برج جرافة عسكرية من نوع D9 في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة بقذيفة الياسين 105، ومقتل طاقهما".
كما أعلنت استهدافها دبابة "ميركافا" وقوة إسرائيلية بقذائف الياسين 105 في خان يونس جنوب قطاع غزة، وأوقعت أفرادها "بين قتيل وجريح". واستهدفت جيبا عسكريا إسرائيليا شمال مدينة غزة، ونفذت عمليات متفرقة في أكثر من محور قتال.
وأطلقت كتائب القسام رشقة صاروخية على تل أبيب "ردًا على المجازر بحق المدنيين".
إرجاء التصويت لتعزيز المساعدات إلى غزة
وفي وقت يرزح القطاح تحت ظروف إنسانية كارثية تجعل وصول المساعدات إليه أمرًا ملحًا، شهد اليوم إرجاء التصويت مجددًا على مشروع قرار أممي لتعزيز المساعدات إلى غزة بسبب الاعتراض الأميركي في الجلسة العامة للأمم المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تعمل مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحل القضايا العالقة المتعلقة بمشروع قرار يطالب إسرائيل بالسماح بوصول المساعدات إلى قطاع غزة وإنشاء آلية مراقبة للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية المقدمة.
وأعلن موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند الثلاثاء أن "الإجراءات المحدودة" الأخيرة التي اتخذتها إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة هي "إيجابية لكنها غير كافية إلى حد بعيد في ضوء ما هو ضروري".
إسرائيل مستعدة للدخول في هدنة
وفي التطورات الدبلوماسية، اقترح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على مجلس الأمن نشر مراقبين دوليين في قطاع غزة بحسب ما أفاد مراسل "العربي".
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إن "إسرائيل مستعدة للدخول في هدنة أخرى بوساطة أجنبية في غزة من أجل استعادة الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس وتمكين وصول المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر".
لكن قياديا كبيرا في حركة حماس الفلسطينية قال في بيان اليوم الثلاثاء إن الحركة ترفض إجراء مفاوضات بشأن تبادل المحتجزين خلال العدوان الإسرائيلي، لكنها منفتحة على أي مبادرة لإنهائه.
ومن جهته، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء أن الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة غير مسبوقة بعد استشهاد حوالي 20 ألف شخص في قطاع غزة و290 بالضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم الثلاثاء إن مصر والولايات المتحدة توافقتا على استمرار رفض أي نزوح للفلسطينيين خارج أراضيهم وأهمية العمل بكافة الوسائل للحيلولة دون وقوع ذلك، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه وزير الخارجية المصري سامح شكري من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن.
كما شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وجوب أن تكف الولايات المتحدة عن صم آذانها حيال دعوات وقف إطلاق النار في غزة، معتبرًا أن إسرائيل لا تهاجم الفلسطينيين والقطاع فحسب، بل الإنسانية جمعاء.