اتهمت الولايات المتحدة إيران بالضلوع في هجمات الحوثيين في اليمن على سفن بالبحر الأحمر خلال الأسابيع الماضية.
ويأتي ذلك في وقت أُجبرت فيه العديد من الناقلات البحرية على تغيير طريق البحر الأحمر واعتماد ممرات أخرى تزيد من تكلفة عمليات الشحن والوقت، كما تُـسبب ازدحامًا في الموانئ الإفريقية فضلًا عن الخسائر المادية للاقتصاد الإسرائيلي.
ويستهدف الحوثيون السفن التجارية في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ، مما أجبر شركات الشحن على تغيير مسارها واتخاذ مسارات أطول حول إفريقيا.
ويهرع التجار في الوقت نفسه إلى إيجاد مسارات شحن بديلة لتوصيل البضائع إلى متاجر البيع بالتجزئة، ويزيد استخدام طريق رأس الرجاء الصالح مدة الرحلة 10 أيام إضافية تقريبًا عن المدة التي تقطعها السفن سابقًا عبر البحر الأحمر المرصود ناريًا من قبل جماعة الحوثي.
وباتت هذه السفن تتجنب عبور طريق البحر الأحمر بعدما أرغمتها الهجمات الحوثية المتكررة على ذلك؛ مما يؤدي لارتفاع أسعار الشحن البحري وتزايد مخزونات الشحن بسبب حالة الارتباك.
كما يعني تجنب البحر الأحمر وقناة السويس استخدام السفن لمسار أطول كثيرًا بالدوران حول قارة إفريقيا.
جهود لمواجهة منع حركة السفن في البحر الأحمر
وعلى قدم وساق تبذل الولايات المتحدة وحلفاؤها جهودًا لاحتواء الأزمة، ففي الأيام الماضية أعلنت واشنطن تشكيل تحالف دولي للقضاء على التهديد الحوثي.
وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان: "نعلم أن إيران متورطة بشكل كبير في التخطيط للعمليات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر. هذا يتسق مع الدعم المادي الإيراني طويل الأمد وتشجيعها لأنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
تلك الاتهامات نفتها جماعة الحوثي وقالت إن منشآتها الاستخباراتية لا تحتاج دعم إيران لتنفيذ هجماتها، محذرة من أنها ستستمر وباستعدادات أكبر، طالما استمر الحصار والإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وفي السياق، قال وزير الدفاع في حكومة الحوثيين في صنعاء محمد العاطفي، إن قواته "فرضت قواعد جديدة للاشتباك مع إسرائيل ومعادلة عسكرية لم يشهدها الاحتلال طَوال العقود السبعة الماضية".
وبالفعل يتأجج الغضب في إسرائيل، ليكرر قادتها العسكريون وعيدهم بالرد والانتقام على التهديدات بالقوة.