بعد انقطاع أخباره.. نقل المعارض الروسي نافالني لمستعمرة بالمنطقة القطبية
نُقل المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني الذي انقطعت أخباره لنحو ثلاثة أسابيع، إلى مستعمرة جزائية في منطقة القطب الشمالي.
وقالت كيرا يارميش المتحدة باسم المعارض الروسي البارز اليوم الإثنين عبر منصة إكس "لقد عثرنا على أليكسي نافالني. وهو الآن في آي-كاي-3 في مستعمرة خارب بمنطقة يامالو-نينيتس ذاتية الحكم، وقد زاره محاميه اليوم. أليكسي في صحة جيدة".
وتقع بلدة خارب الصغيرة التي يناهز عدد سكانها 5000 نسمة في منطقة يامالو-نينيتس النائية بشمال روسيا، وتضم العديد من المستعمرات الجزائية.
ويقضي نافالني (47 عامًا)، الناشط المناهض للفساد وأبرز معارضي الرئيس فلاديمير بوتين، حكمًا بالسجن لمدة 19 عامًا بتهمة "التطرف".
وأوقف نفالني في يناير/ كانون الثاني 2021 عند عودته إلى روسيا من ألمانيا، عقب تلقيه العلاج من عملية تسميم خطرة تعرض لها في أغسطس/ آب من العام المذكور وحمّل الرئيس فلاديمير بوتين مسؤوليتها.
فالمادة التي تسمم منها "خصم بوتين العنيد"، هي نوفيتشوك وهو غاز أعصاب من الدرجة العسكرية صمم في عهد الاتحاد السوفياتي. وعلى الرغم من اتهامات نافالني، نفى الكرملين أي تورط له.
ومنذ ذلك الحين صُنفت منظمات نافالني السياسية وفروعها بأنها "متطرفة" وتم إغلاقها، بينما فر حلفاؤه الرئيسون من روسيا والعديد منهم مطلوبون من قبل السلطات الروسية بتهم جنائية.
ظروف قاسية يعيشها نافالني
وانقطعت أخبار السجين عن أقاربه والمتعاونين معه منذ مطلع الشهر الجاري، عندما كان محبوسًا في مستعمرة تقع في منطقة فلاديمير على بعد 250 كيلومترًا من موسكو.
وقال إيفان جدانوف المقرب من المعارض عبر منصة إكس إنه نقل إلى "واحدة من المستعمرات الواقعة في أقصى الشمال ومن أبعدها" في روسيا، مؤكدا أن الظروف هناك قاسية.
وتابع جدانوف "من الصعب جدًا الوصول إلى هناك ولا يوجد نظام لتوزيع الرسائل أو (استعمال الهاتف)".
وفق الحكم الصادر ضد نافالني بتهمة "التطرف"، يجب على المعارض أن يقضي عقوبته في إحدى مستعمرات "النظام الخاص"، وهي فئة تكون فيها ظروف الاحتجاز هي الأقسى، والتي عادة ما تكون مخصصة للمحكومين بالسجن المؤبد والسجناء الخطيرين.
وتوجد في خارب مستعمرة "نظام خاص"، وهي المستعمرة رقم 18، لكن نافالني محتجز حاليًا في مستعمرة أخرى.
غالبًا ما تستغرق عمليات النقل من مستعمرة عقابية إلى أخرى في روسيا أسابيع من السفر بالقطار على مراحل، وتنقطع أخبار المساجين خلال هذه الفترة.
وقد أثار انقطاع أخبار نافالني قلقًا في العديد من العواصم الغربية ولدى مسؤولين في الأمم المتحدة.
وأعربت واشنطن أخيرًا عن "قلقها البالغ" بشأن مصير المعارض وطالبت مجددًا بالإفراج عنه.
وفي مطلع الشهر الجاري وجهت السلطات الروسية اتهامات جديدة بـ"التخريب" للناشط المناهض للفساد، وهو ما قد يضيف ثلاث سنوات أخرى من السجن إلى عقوبته.
واعتبر جدانوف أنه "منذ البداية، أصبح من الواضح أن السلطات تريد عزل أليكسي، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية" المقرر إجراؤها في مارس/آذار 2024.