اتهم الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله اليوم الجمعة الاحتلال الإسرائيلي بالتستر على خسائره لتجنب حرب إقليمية.
فقد كشف نصر الله في ثاني خطاب تلفزيوني له خلال أقل من أسبوع أن المقاومين في جنوب لبنان استهدفوا 48 موقعًا حدوديًا مع إسرائيل، أي أنه "لم يبق أي موقع من الناقورة إلى آخر مزارع شبعا إلا وتم استهدافه عدّة مرات" وفق الأمين العام.
كما أشار إلى أن "حزب الله" نفذ 670 عملية عسكرية على الحدود مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، مؤكّدًا تدمير عدد كبير من المركبات والدبابات الإسرائيلية واستهداف 17 مستوطنة.
هذا فضلًا عن المواجهات التي خاضها سلاح الدفاع الجوي التابع لـ"حزب الله" مع الجيش الإسرائيلي، على حدّ قوله.
سبب تكتم الاحتلال عن خسائره
وأوضح نصر الله أن تكتم الاحتلال الإسرائيلي عن خسائره التي يتكبدها على الجبهة اللبنانية، يعود إلى عدّة أسباب منها الحرب النفسية حيث لا يرغب في إعطاء دفعٍ معنوي للمقاومين عبر الكشف عن العدد الحقيقي للقتلى والخسائر.
ويضيف الأمين العام لـ"حزب الله": "عندما يتكتم الاحتلال على قتلاه وجرحاه وخسائره البشرية، إنما يريد أن يمس بمعنويات وإرادة وعزم هذه الجبهة وفتح باب النقاش للبعض حول جدوى القتال في هذه الجبهة".
كما يرى نصر الله أن إسرائيل تتكتم أيضًا عن الإقرار بخسائرها، كي لا تحرج داخليًا كون ما يجري على الحدود مع لبنان وصفه أحد وزراء الحرب السابقين في إسرائيل بأنه "إذلال حقيقي لإسرائيل وكل الجيش الإسرائيلي"، وفق الأمين العام لـ"حزب الله".
الرد على اغتيال صالح العاروري
وفي خطابه، لفت نصر الله أيضًا إلى أن عمليات "حزب الله" الحالية على الحدود الجنوبية تتيح "فرصة تاريخية" للبنان لتحرير أراضيه التي تحتلها إسرائيل، وأن المقاومة الإسلامية في العراق أمامها "فرصة تاريخية" للتخلص من الوجود الأميركي هناك.
كذلك، شدد نصر الله على أن "لبنان كله سينكشف إذا لم نرد على اغتيال صالح العاروري" في الضاحية الجنوبية لبيروت، محذّرًا من أن الإسرائيليين "إذا نجحوا في غزة فإن جنوب لبنان سيكون التالي".
وقال نصر الله، إن حزب الله "لا يمكنه السكوت عن انتهاك بهذا المستوى".
تطورات جبهة جنوب لبنان
أما في ميدان جبهة جنوب لبنان، فقد أعلن حزب الله مساء أن مقاتليه استهدفوا تموضعًا لجنود إسرائيليين في محيط موقع الضهيرة بصواريخ بركان.
بدورها، أفادت مراسلة "العربي" بتعرض أطراف بلدة الخيام ومنطقة تلة الحمامص لقصف مدفعي إسرائيلي.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارَت اليوم الجمعة على بلدة مجدل زون في القطاع الغربي للبنان، بعد ليلةٍ وصفت بالهادئة.
كما طاول القصف الجوي الإسرائيلي أطراف بلدة بلاط، والطريق المؤديَ من بلدة بنت جبيل إلى سارون ومارون الراس.
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية شنّت هجومًا على منطقة عيتا الشعب ومجدل زون في لبنان، ودمرت بنية تحتية لحزب الله وموقعًا عسكريًا ينشَط فيه عناصر الحزب.
لبنان يشتكي لمجلس الأمن
على الصعيد الدبلوماسي، قدم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن اغتيال إسرائيل لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري خلال هجوم على ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء الماضي.
ووصفت بيروت عملية الاستهداف بأنها "المرحلة الأكثر خطورة في الهجمات الإسرائيلية على البلاد".
وجاء في الشكوى الصادرة بتاريخ أمس الخميس، أن إسرائيل استخدمت 6 صواريخ في الهجوم الذي أدى إلى اغتيال العاروري، مضيفة أن إسرائيل تستخدم المجال الجوي اللبناني لقصف سوريا.
الدوحة تحذر من خطورة المرحلة
في غضون ذلك، أشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني خلال اتصال برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى خطورة المحاولات الرامية إلى جر لبنان إلى حرب إقليمية.
وحذّر رئيس مجلس الوزراء القطري من أن اتساع رقعة العنف ودائرة النزاع في المنطقة، سيكون لها عواقب وخيمة في حال تمددها، لا سيما على لبنان ودول الجوار.
وأكد في هذا الصدد، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورًا لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي بحسب وكالة الأنباء القطرية.