Skip to main content

الاحتلال يفبرك انتصاراته.. "العربي" يكشف زيف تسجيلات تنتقد المقاومة

الجمعة 19 يناير 2024
روّجت الآلة الإعلامية للاحتلال لتسجيل صوتي مزعوم عن مكالمة هاتفية لغزّي ينتقد المقاومة- غيتي

تكرّر الآلة الإعلامية للاحتلال الأسلوب نفسه في الترويج لمزاعمها خلال حربها على قطاع غزة، إذ نشرت حسابات جيش الاحتلال الإسرائيلي في 14 من شهر يناير/ كانون الثاني الحالي، تسجيلًا صوتيًا زعمت أنّه يعود لمكالمة بين أحد سكان غزة وضباط الوحدة 504 التابعة لهيئة المخابرات العسكرية.

وكان للمتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال باللغة العربية أفيخاي أدرعي دور كبير في الترويج لهذا التسجيل، وسرد تفاصيله. فماذا جاء فيه؟

دفع مضمون التسجيل ولهجته وحدة التحقّق من خلال المصادر المفتوحة في "التلفزيون العربي" إلى تتبّع تفاصيله والوقوف على حقيقته، خاصّة وأن الآلة الإعلامية للاحتلال سبق أن روّجت لتسجيلات كشفنا عن زيفها في تحقيق سابق لنا، وهو ما دفعنا إلى العودة إلى الأدلة التي توصّلنا إليها من قبل.

تطابق مع تسجيلات مفبركة سابقة

فبعد مقارنة التسجيل الحالي الذي تروّج له حسابات الاحتلال مع تسجيل نشرته الصفحات نفسها في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، توصل فريق "العربي" إلى نتيجة واضحة، أنّ التطابق يظهر بوضوح بعد التحليل التقني للتسجيل عبر البرمجيات الصوتية، مع بعض الفروقات التي حاول الاحتلال تعديلها في التسجيل الجديد.

ولكن عند حذف هذه الفروقات، يظهر تطابق كامل بين التسجيلين.

يُظهر التحليل التقني تطابقًا كاملًا بين التسجيلين- العربي

وبالبحث أكثر، رصد تحليلنا عدد التغريدات التي حاولت أبواق الاحتلال من خلالها الترويج للمزاعم الكاذبة نفسها.

كما وجد فريقنا تشابهًا واضحًا بين تسجيل عرض في 8 من الشهر الحالي، والتسجيل الذي عُرض سابقًا في 22 ديسمبر الماضي.

حدة الصوت

ويبدو هذا التطابق جليًا في التحليل التقني أيضًا، حيث يظهر الفرق بين التسجيلين في شدة الصوت فقط.

وبالنظر إلى أمواج الصوت، وجدنا تشابهًا صريحًا بين التسجيلين. كما تُظهر الترددات بقيمها الحالية، أنّ أقصى تردّد لصوت الضابط يقارب 12 كيلو هيرتز، بينما وصل تردد صوت الغزاوي المزعوم إلى 3 كيلو هيرتز. وبالتالي، يدل هذا على أنّ المقطع المسجّل معد بعناية، وليس مكالمة صوتية حقيقية.

يُظهر تردّد الصوت أنّ المقطع مسجلًا وليس مكالمة صوتية عادية- العربي

كما تتأكد هذه النتيجة من خلال ظهور نبضة صوتية غريبة في التسجيل، وغيابها في الآخر، ما يشير إلى كونها فاصلًا بين المقاطع المركبة.

تشويش ومقطع مسجّل

وللوقوف على حقيقة الفيديو الذي نشر في 12 ديسمبر، قامت وحدتنا بتدقيق تقني له، وتحليل موجاته الصوتية، رغم محاولة أيادي الاحتلال تجاوز أخطائه السابقة.

في الجزء الأول من التسجيل، رصد تحليلنا صوتًا مشابهًا للأصوات التي تُسمع في المكالمات العادية، مع وجود بعض التشويش على بعض كلمات الغزاوي المزعوم. لكنّ هذا التشويش يظهر بشكل مختلف ومُحدّد في الجزء الثاني من التسجيل، وليس بشكل تدريجي، وهو الأمر الذي لا يُمكن أن يحدث في المكالمة العادية.

أما المقطع الآخر، فهو يُظهر صوت شخص آخر تمامًا، ما يعني أنّ هذا القسم أضيف على المقطع المسجّل ولم يكن من المكالمة نفسها، رغم عرضها من قبل الحسابات الإسرائيلية على أنّها مكالمة واحدة.

وضوح لا يظهر في المكالمات العادية

كما كان الجزء الثالث من التسجيل كفيلًا بفضح التلاعب الإسرائيلي، حيث يظهر صوت الضابط بشكل واضح على خلاف كامل التسجيل. ولا يُمكن سماع هذا الوضوح في المكالمات الصوتية العادية، ما يعني أنّه سُجّل باستخدام الميكروفون المعزول.

كما أن صوت الشخص المتكلم يختلف عن صوت الضابط المزعوم في بقية الأقسام. وللتأكد من ذلك، قمنا بقصّ وترتيب المقاطع الصوتية التي يتحدث فيها الضابط، لنجد اختلافًا وتباينًا كبيرًا بين صوت الضابط في كل منها.

وبهذه المعطيات، نصل إلى استنتاج واضح أنّ هذا التسجيل مفبرك بأجزائه المختلفة، كغيره من التسجيلات التي نشرتها الآلة الإعلامية للاحتلال منذ بدء العدوان.

المصادر:
العربي
شارك القصة