Skip to main content

معتز عزايزة ويوميات نقل الصورة من غزة.. ماذا عن المشهد الأشد إيلامًا؟

الأحد 28 يناير 2024
نقل المصور الفلسطيني معتز العزايزة الصورة من قطاع غزة طيلة 107 أيام من العدوان الإسرائيلي - غيتي

روى المصور الفلسطيني معتز عزايزة مشاهداته خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي غادره بعد أكثر من مئة يوم على بدء العدوان. 

وأشار عزايزة الذي حل ضيفًا في استوديوهات "العربي" إلى صعوبة التغطية الإعلامية في غزة وسط العدوان الذي خلف أكثر من 26 ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين.

وقال: "التوجه إلى مكان القصف أزمة، فكنا نتحرك مع سيارات الإسعاف، لكن ذلك كان ينطوي على مخاطرة"، وأضاف: "كنا نتحرك سيرًا على الأقدام"، مشيرًا إلى أن معدات التصوير لم تكن مشحونة أحيانًا كثيرًا بسبب عدم توفر الكهرباء.

كما تحدث عن الصعوبات التي تواجه الصحافيين في القطاع ولا سيما طاقتهم التي تتراجع نظرًا لقلة النوم ليلًا بسبب تغطية الأحداث والقصف، وتطرق إلى أزمة الإنترنت والاتصالات التي انقطعت مرات عديدة في غزة.

وأضاف عزايزة: "تشعر أنك محاصر في أبسط الأشياء"، معتبرًا أن العمل الصحفي أصبح جهدًا شخصيًا فأي فرد يستطيع نقل الصورة والكتابة انضم للصحافيين.

معتز عزايزة يتحدث عن مشاهد النزوح "الأشد إيلامًا"

وأكّد  المصور الفلسطيني أن مشاهد نزوح السكان داخل القطاع كانت أشد إيلامًا من مشاهدة أشلاء أجساد الشهداء، موضحًا، أن الغزيين لا يصدقون أن حياتهم قُلبت رأسًا على عقب، فقبل العدوان كان لكل غزي خطة، أحدهم كان ينوي الزواج وآخر يخطط لدراسته وآخر لسفره أو استقبال زائر مغترب. 

وأشار إلى أن خروج الناس من منازلهم هو الأصعب عليهم. وقال: "غزة لم تكن أفضل بكثير في ظل أزمة اقتصادية وحصار، لكننا كنا في منازلنا". وأضاف: "أصبح قضاء الحاجة أزمة الآن". 

كما استعاد العزايزة لحظات الألم التي عايشها عند استشهاد أفراد من أسرته. وقال: "لا أعرف بم شعرت، أن تجد أفرادًا من أسرتك أشلاء وليسوا أجسادًا، تشعر أن الدنيا لا قيمة لها". وأضاف: "تفكر في النجاة بنفسك كي تستطيع أن تكمل فلا تملك رفاهية الحزن" على شهيد. 

ويؤكد أنه لم يودع أفرادًا من عائلته وأصدقاء له ممن استشهدوا، حيث كان يعود إلى التغطية في اليوم نفسه. وقال: "فلسطين لن تقف علي أو على عائلتي بل هناك وطن ينتظر  التحرير ونحن نحاول أن نقدم له أملًا وفعل شيء ما له". 

"حرب لإيصال صوتي"

وحول مغادرته غزة، قال معتز عزايزة: "لم تكن مغادرتي انسحابًا أو تراجعًا، بل أمضيت 107 أيام في التغطية ولم أعد أشعر أنني مؤثر على الناس كما في السابق حيث قلّ التعاطف واعتاد المشاهد على المشهد". وأضاف: "وجدت أنني نسيت نفسي وأهلي فتساءلت لمن أصور".

وأوضح أنه قرر الخروج للعالم الخارجي ليخاطبه وجهًا لوجه بغية تقديم الممكن والضغط على الحكومات بهدف التوصل لوقف الحرب. 

وقال: "قرار الخروج من غزة ليس الخروج من الحرب بل لدي حرب أخرى هدفها إيصال صوتي للناس". 

المصادر:
العربي
شارك القصة