أطلق الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، من مواقعه في بركة ريشا الحدودية نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان. كما استهدف بالقصف المدفعي أطراف بلدة اللبونة الناقورة.
وكان الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي قد حلّق طوال الليلة الماضية، وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان وصولًا إلى مشارف مدينة صور، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.
وقصف جيش الاحتلال مساء أمس الإثنين أودية السلوقي والحجير بقذائف المدفعية الثقيلة، وسبق ذلك قصف مدفعي عنيف لأطراف بلدتَي يارين والضهيرة.
تهديدات غالانت
وتأتي تلك التحركات العسكرية الإسرائيلية، بعد يوم من تصعيد كبير شهدته الجبهة الجنوبية للبنان، حيث أعلن حزب الله الإثنين تنفيذه 13 عملية على طول الحدود.
وأطلق الحزب صواريخ "بركان" و"فلق" واحد باتجاه عدد من المواقع الإسرائيلية، مستهدفًا ثكنات وتجمعات للجنود؛ من ضمنها موقع برانيت في الجليل.
في المقابل، استمر التصعيد الإسرائيلي باتجاه القرى والبلدات الجنوبية، وأدّت غارة على بلدة يارون إلى سقوط شهيد نعاه حزب الله. كما نعى شهيدًا آخر دون أن يعلن عن مكان سقوطه.
وقد أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي سيتحرّك "قريبًا جدًا" عند الحدود مع لبنان، مبلغًا الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أنهم سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال.
"هزيمة كبرى"
من جانبه، شدد حسن جشي، عضو كتلة "حزب الله" في مجلس نواب لبنان، خلال حفل تأبيني لأحد عناصر الحزب الذين استشهدوا في المعارك ضد إسرائيل، أن الحزب لن يتفاعل مع أي مبادرة لوقف القتال على الجبهة اللبنانية قبل وقف العدوان على قطاع غزة.
وقال جشي: "لا كلام لدينا ولا حديث قبل وقف العدوان التام على قطاع غزة، ونقول للصهاينة، إن جيشكم هزم في لبنان منذ العام 1982 حتى العام 2006، وهزم في غزة في الأعوام 2008 و2012 و2014 وأخيرًا في معركة سيف القدس عام 2021".
تابع: "في كل مرة كان إما يخرج وينسحب مهزومًا، أو يطلب وقفاً لإطلاق النار. وإذا أراد أن يدخل لبنان، فإن شعبنا المقاوم في انتظاره ليذوق مرارة الهزيمة الكبرى".
يذكر أنه على وقع عدوان الاحتلال على قطاع غزة، تشهد حدود لبنان الجنوبية منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تبادلًا لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي، وسط مساع دولية لمنع تحول الاشتباكات إلى حرب شاملة.