"وضع لا يحتمل".. بايدن يصدر عقوبات على مستوطنين متطرفين في الضفة
أقرّت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بات مستواها "لا يحتمل" على ما أكد الرئيس جو بايدن.
ومن النادر أن تصدر عقوبات من جانب الإدارة الأميركية على مستوطنين فيما الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مستمرة.
وأصدر بايدن مرسومًا يتضمن إجراءات أميركية ردًا على هجمات و"أعمال إرهابية" في الضفة الغربية المحتلة حيث صعد المستوطنون هجماتهم على الفلسطينيين منذ بدء الحرب الأخيرة.
وقال الرئيس الأميركي في المرسوم: "الوضع في الضفة الغربية المحتلة ولا سيما مستويات العنف المرتفعة للمستوطنين المتطرفين والتهجير القسري لأفراد وبلدات وتدمير الممتلكات بلغ مستويات لا تحتمل ويشكل تهديدًا خطرًا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وغزة وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط".
وأكدت إسرائيل في تعليق على قرار العقوبات أنّ "لا مكان لاتخاذ إجراءات استثنائية" ضدّ المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
قتل واعتداءات على مدنيين فلسطينيين
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان: إنّ "الغالبية العظمى من المستوطنين في الضفة الغربية مواطنون ملتزمون القانون، ويقاتل الكثير منهم حاليًا دفاعًا عن إسرائيل. إسرائيل تتخذ إجراءات ضد كل من ينتهك القانون في كل مكان"، وفق قوله.
وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات على أربعة مستوطنين. وستجمد كل الأصول التي قد يكونون يملكونها في الولايات المتحدة فيما سيمنع الأميركيون من القيام بأي تعاملات مالية معهم.
وبين المستوطنين الأربعة دافيد شاي شاسداي من مستوطنة عشوائية في بلدة حوارة المتهم بقيادة أعمال شغب أدت إلى مقتل مدني فلسطيني. وكذلك ينون ليفي المتهم بقيادة مجموعة من المستوطنين من مستوطنة مزرعة "ميتاريم" العشوائية اعتدوا على فلسطينيين ومدنيين من البدو ودمروا ممتلكاتهم.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "على إسرائيل بذل المزيد لوقف العنف ضد المدنيين في الضفة الغربية ومحاسبة المسؤولين عنه".
وحذر بلينكن من أي تحركات من شأنها تهديد قيام دولة فلسطينية.
وهي المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات مالية على مستوطنين، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سبق أن أعلنت أنها سترفض منح تأشيرات دخول إلى المتطرفين منهم الضالعين في أعمال العنف.
"أكثر السنوات عنفًا"
وكان بايدن قد عبر عن استيائه لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي من الحصيلة المرتفعة للقتلى المدنيين في قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل دونما هوادة متوعدة حركة حماس بـ"القضاء" عليها.
وأتت الخطوة فيما ينتقل بايدن الخميس إلى ولاية ميشيغن المحورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني ويقطنها عدد كبير من الأميركيين من أصول عربية.
وقد تصاعد الغضب في صفوف هذه الجالية بسبب دعم بايدن لإسرائيل. ويقاطع رئيس بلدية إحدى ضواحي ديترويت زيارة الرئيس الأميركي.
وكانت هذه الجالية دعمت بايدن بشكل واسع خلال الانتخابات السابقة التي هزم فيها دونالد ترمب في العام 2020.
وقتل مستوطنون إسرائيليون ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين وأحرقوا عشرات المنازل في الضفة الغربية المحتلة خلال العام 2023 ما جعله "أكثر السنوات عنفًا" على صعيد هجمات المستوطنين بحسب منظمة "ييش دين" للدفاع عن حقوق الإنسان.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان: "هذا العنف يشكل تهديدًا خطرًا للسلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط ويهدد الأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة".
ويبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة نحو 490 ألفًا فيما عدد الفلسطينيين ثلاثة ملايين. وهم يقيمون في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.