التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء، الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، لبحث آخر التطورات الجارية في الأراضي المحتلة، لا سيما العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وعقد بلينكن فور وصوله مقر الرئاسة في رام الله اجتماعًا مع الرئيس محمود عباس. وشهدت رام الله احتجاجات على زيارة الوزير الأميركي وموقف بلاده من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
ووفقًا للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، فقد أكد بلينكن للرئيس الفلسطيني تأييد واشنطن "تدابير ملموسة" لإقامة دولة فلسطينية.
وقال ميلر، إن بلينكن أكد موقف واشنطن الثابت على وجوب قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل "والعيش في سلام وأمن"، وذلك خلال لقائهما في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وتتزامن زيارة بلينكن مع قمة ثلاثية تعقد اليوم الأربعاء بمدينة العقبة تجمع عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، هي الأول لهم منذ اندلاع الحرب علي قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
اقتحامات إسرائيلية جديدة
كما تتزامن زيارة الوزير الأميركي إلى رام الله مع تواصل الاقتحامات الإسرائيلية لمدن وبلدات ومخيمات في الضفة الغربية المحتلة.
وطالت اقتحامات إسرائيلية جديدة مدن جنين، وطولكرم، ونابلس شمالي الضفة، ومخيم عين السلطان قرب أريحا، ورام الله والبيرة (وسط)، وبلدات بمحافظتي بيت لحم والخليل (جنوب).
ومنذ فجر الأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة نابلس، حيث اقتحمت القوات المدينة من عدة محاور، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات، قبل انسحابها من المدينة، بحسب مراسل "العربي".
وسُمع بين حين والآخر تبادل لإطلاق النار وأصوات انفجارات في البلدة القديمة، فيما حوصر عدة منازل.
كما دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية لنابلس، وأشار مراسل "العربي" في جنين عميد شحادة إلى إصابة 12 مواطنًا فلسطينًا، 9 منهم برصاص الاحتلال الحي و4 نتيجة الاعتداء عليهم من قبل قوات الاحتلال.
وكان الجيش قد نفذ اقتحام عسكري في مدينة جنين ومخيمها استمر نحو 8 ساعات، فجر اليوم، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين.
وأوضح مراسل "العربي" أن "جرافات عسكرية شرعت بتجريف عدة شوارع في المخيم، وتدمير ممتلكات، في حين نفذ الجيش عمليات اقتحام لمنازل فلسطينية، وعمل على تفتيشها وتخريب محتوياتها والتحقيق ميدانيا مع عشرات المواطنين".
كما فصل الجيش المخيم عن محيطه، وسط غطاء من طائرات مسيرة في سماء المخيم والمدنية. وقبيل انسحابها من المخيم، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين.
اقتحامات في طولكرم ورام الله والبيرة
وشهدت مدن طولكرم ورام الله والبيرة، وعدة مخيمات وبلدات بالضفة الغربية اقتحامات مماثلة. وأشارت مصادر محلية فلسطينية إلى أن الجيش الإسرائيلي "نفذ حملة اعتقالات في مواقع متفرقة من الضفة الغربية".
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية قالت في بيان، الثلاثاء، إن إسرائيل "تُقطّع" أوصال الضفة الغربية المحتلة، وتضمها تدريجيًا بـ"قوة الاحتلال"، و"تشل" حركة الفلسطينيين بنشر الحواجز والبوابات الحديدية، وتكرس "أبشع أشكال أنظمة الفصل العنصري".
وحمّلت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذا التصعيد الخطير (في الضفة)"، محذرة من دفع "إسرائيل المتعمد بالأوضاع في الضفة الغربية نحو انفجار وشيك".
ومنذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في الضفة الغربية، وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات للمدن والبلدات والمخيمات؛ مما أسفر عن استشهاد 341 فلسطينيًا وإصابة نحو 3950 واعتقال 5755، بحسب مصادر رسمية.