بعد الدعم الواضح والكبير من برلين لتل أبيب في عدوانها على غزة، ربما تولد شعور لدى بعض الألمان باستحقاق الامتنان من المستوطنين الإسرائيليين، فقرر الراهب الألماني نيقوديموس شنابل وهو رئيس الرهبان البندكتان في الأرض المقدسة الخروج إلى شوارع القدس، وأثناء سيره عند مدخل باب النبي داوود صادفه مستوطنان، فقام أحدهما بالبصق عليه، بينما سمع الآخر يسبه.
وكان الموقف الألماني الرسمي حازمًا منذ بداية العدوان على غزة في دعم الاحتلال الإسرائيلي إلى ما لا نهاية له، مقترنًا بتصريحات من أعلى سلطة سياسية في البلاد برفض وقف إطلاق النار على عكس دول أخرى.
وهذا الموقف رافقته مواقف مماثلة على الأرض، فمنعت الشرطة الألمانية عدة مرات التظاهر في الشوارع دعمًا لفلسطين، واعتقلت عددًا من المتظاهرين، إضافة إلى صفقات سلاح أمدت بها الحكومة الألمانية إسرائيل، وفق ما نقلت صحف ألمانية.
الاعتداء على راهب ألماني في القدس
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الحادث وعلقت في بيان رسمي بالقول: "البصق على راهب في القدس ترجمة لثقافة استعمارية عنصرية وتحريض بن غفير وسموتريتش".
ويقصد بيان الوزارة، الوزيرين اليمينيين المتطرفين في حكومة نتنياهو إيتمار بن غفير وزير الأمن الداخلي، وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية.
وتفاعل رواد مواقع التواصل مع الحادثة، إذ قال تامر: "يحدث هذا وسط تشجيع وحماية القيادة السياسية في إسرائيل".
وأضاف أن "إسرائيل كيان قائم على العنصرية والتطرف ضد كل الأديان".
من جهته، كتب محمد: "عصابة من مجرمي الحرب، وماذا ننتظر منهم غير عدم احترام الآخر أيًا كانت ديانته؟!.
أما الناشط عمر فقال: "معظم العائلات المسيحية من أهل القدس وبيت لحم هاجرت تحت ضغط انعدام فرص الحياة الكريمة ومصادرة الأملاك".
وأضاف أن "عائلات مسيحية شرقية كاملة موثق وجودها طوال حكم المسلمين للمدينتين لم يعد لهم وجود إلا مقابر أسلافهم بعد تأسيس الكيان".
فيما دعت المدونة بيان "ألمانيا إلى مراجعة موقفها من إسرائيل، وكتبت: هل يرسل أحد الفيديو إلى المستشار شولتس ليرى بنفسه كم أن إسرائيل كيان عنصري مقيت، ليست مشكلته مع حماس، وإنما مع كل من هو ليس صهيونيًا.. ألمانيا التي كنا نحترمها لم يعد لها أي احترام.
غضب المسيحيين في فلسطين
وفي سياق متصل، أثار الاعتداء على شنابل غضب المسيحيين في فلسطين، فوصفت البطريركية اللاتينية في القدس الاعتداء بالمخزي وغير المبرر، وطالبت بمحاكمة الشاب المعتدي.
من جهته، استنكر منسق منتدى مسيحيي الأرض المقدسة وديع أبو نصار رد الفعل الإسرائيلي، وقال: "لقد سئمنا الاستنكارات لمثل هذه الاعتداءات العنصرية، وسئمنا أكثر من عدم ردع المعتدين، لا من قبل الشرطة الإسرائيلية، ولا من قبل المسؤولين السياسيين والدينيين في إسرائيل".
ويتعرض المسيحيون في القدس لانتهاكات مشابهة لما يتعرض له المسلمون تمامًا من قبل المتطرفين اليهود.
وازدادت وتيرتها بعد صعود حكومة اليمين المتطرف التي يقودها نتنياهو بمشاركة بن غفير وسموتريتش، لدرجة أن رؤساء الكنائس أصدروا منذ عام 2021 حتى الآن 12 بيانًا يحتجون فيه على تلك الانتهاكات من دون جدوى.