عاد الاحتلال الإسرائيلي إلى نشر الادعاءات الكاذبة التي اعتاد على ترويجها في كل مرة يستهدف فيها منشآت طبية منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وعقب اقتحام القوات الإسرائيلية مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، زعمت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت المستشفى بناء على معلومات استخبارية تفيد بوجود رهائن، إلا أنها لم تعثر على أي منهم.
زعم وجود ممر آمن
وقالت طبيبة في مستشفى ناصر للصحيفة الأميركية، إن وحدة العناية المركزة تعرضت لقصف مدفعي، وأمر الجيش الإسرائيلي آلاف النازحين الذين لجؤوا إلى هناك بالإخلاء، زاعمًا أن هناك ممرا آمنًا، لكنه لم يكن كذلك على الإطلاق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الاتصال مع الطبيبة كانت تسمع أصوات إطلاق النار والقصف في الخلفية.
كما اعترفت الصحيفة بأن إسرائيل استهدفت المستشفيات منذ بدء الحرب وقالت إن قواتها نفذت مرارًا وتكرارًا عمليات داخل المرافق الطبية وما حولها.
من جانبها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال لفينيان لي حذرت فيه من تبعات اقتحام مستشفى ناصر وتأثيره في عمل القطاع الصحي بغزة.
وبينت أنه مع مداهمة الجيش الإسرائيلي لأكبر مستشفى لا يزال يعمل في قطاع غزة، يضطر عديد من الأشخاص الذين لجؤوا إلى مستشفى ناصر للنزوح مرة أخرى.
وأضافت أن بعض الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى هناك غادروا بالفعل، لكن آخرين ممن حاولوا الخروج، أجبرهم إطلاق النار والغارات الجوية على العودة.
كما لفتت إلى أنه طالما كانت المستشفيات نقطة اشتعال طوال الحرب على قطاع غزة، ما وضع إسرائيل في مواجهة إدانة دولية واسعة بسبب تكرار استهدافها للمنشآت الصحية.
كما أن معظم مستشفيات غزة توقفت عن العمل، أما المناطق التي لا تزال مكتظة، فالمنشآت الصحية فيها تفتقر إلى الإمدادات والمستلزمات الأساسية.
معلومات مضللة
بدورها، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن "الجيش الإسرائيلي يصر على أنه اقتحم المستشفى استنادًا إلى معلومات، تفيد بأن حماس تستخدم المجمع وربما احتجزت رهائن هناك".
وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل تبرر ما تفعله بزعم استخدام حماس للمنشآت الطبية مخابئ أو قواعد لشن العمليات، ما يجعل تلك المواقع أهدافًا مشروعة".
ومضت تقول: "إن الهجوم على مستشفى ناصر يتزامن مع تصاعد الانتقادات الدولية للهجوم البري الإسرائيلي المزمع تنفيذه على مدينة رفح الحدودية".
من جانبه، يقول موقع "ميديا بارت" الفرنسي الذي أشار إلى اقتحامِ القوات الإسرائيلية المستشفى الرئيسيَّ في جنوب القطاع: "إن الصور والأصوات التي وصلت لا تحتمل، وهناك أجساد أطفال ونساء وشيوخ ممزقة ومحروقة، ومثقوبة بالقنابل والرصاص".
وذكر أنه في المستشفيات ما زالت تجري عمليات بتر أطراف بلا تخدير وعلى أرضية مغطاة بالتراب وسط صراخ المرضى.
ويضيف الموقع الفرنسي أن هذه الصور، وهذه الأصوات القادمة من المستشفيات المكتظة بالمرضى والنازحين الذين لجؤوا إليها، تكشف فظاعة الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أربعة أشهر.