ما حقيقة مقتل قائد فرقة المهام الخاصة الأميركية "دلتا فوس" في غزة؟
روّجت حسابات تدعي أنها داعمة للمقاومة لصور مع منشور يقول: "خبر مزلزل لواشنطن .. مقتل قائد فرقة المهام الخاصة الأميركية "دلتا فوس" الجنرال "هافري سكيدر" ومجموعة من وحدته ضمن الوحدات المشتركة الإسرائيلية الأميركية التي وقعت في كمين نصبته كتائب القسام في خانيونس".
وأضافت: "يعتبر هافري من أبرع قيادات الوحدات الخاصة وله تاريخ حافل بالنجاح في تحرير الرهائن في أفغانستان والعراق".
إعادة نشر صور قديمة
لكنّ الحقيقة هي أنّ ما روجته هذه الصفحات خبر زائف، فبالبحث عن أصل الصور، يتبين أن الصورة الأولى التقطها مصور وكالة "أسوشيتد برس" ريان بروموند وتظهر ضابط مهام خاصة أميركيا في أفغانستان في مهمة لإنقاذ ضابط شرطة أفغاني عمل مع القوات الأميركية هناك، قبل أن تستولي حركة طالبان على الحكم.
أمّا الصورة الثانية، فتعود لتاريخ 27 فبراير/ شباط من عام 2005 وتظهر جنودًا أميركيين من كتيبة المشاة خلال دورية أمنية في مدينة الموصل بالعراق.
دعم أميركي غير محدود
ومنذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تقدم الولايات المتحدة دعمًا غير محدود لإسرائيل، حيث جسّدت وقوفها مع سلطة الاحتلال بضمان توريدات عسكريّة من خلال الجسر الجوي الذي لم يتوقف منذ بدء العدوان، وكذلك عبر نقل مستشارين عسكريين، وإقحام "دلتا فورس" إحدى أشهر وأخطر الفرق العسكرية الأميركية الخاصة، إضافة إلى تعزيز نظام القبّة الحديدية بنظام باتريوت الصّاروخي.
ثم أرسلت الإدارة الأميركية الغواصة النووية "يو إس إس أوهايو"، بالإضافة إلى حاملتي الطائرات "جيرالد فورد" و"دوايت دي أيزنهاور"، التي عادت وسحبت إحداها.
وتأتي خطط الدعم العسكري الأميركي، في ظل الصراع السياسي المحموم الذي يسبق انتخابات الرئاسة، حيث شكل الأمر مادة دسمة للمرشحيْن البارزين جو بايدن، ومنافسه دونالد ترمب اللذين يختلفان في كل شيء، ويتنافسان على من يقدم الدّعم العسكري أكثر لسلطة الاحتلال.
ومكّن هذا الدعم الأميركي إسرائيل من استخدام قوة نارية غير مسبوقة على قطاع غزة إذ أسفر العدوان الإسرائيلي حتى اليوم عن استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف، غالبيتهم من الأطفال والنساء.