وصفتها بـ"الباطلة".. الخرطوم ترفض اتهامات واشنطن بشأن المساعدات
رفضت وزارة الخارجية السودانية، اليوم السبت، اتهامات نظيرتها الأميركية ضد حكومة السودان وجيشه بعرقلة المساعدات الإنسانية، واصفة إياها بـ"الباطلة"، في وقت يخوض فيه الجيش حربًا مع قوات الدعم السريع.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية السودانية: "نعبر عن استغرابنا ورفضنا للاتهامات الباطلة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأميركية الجمعة، ضد القوات المسلحة وحكومة السودان فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والأنشطة المدنية".
"تجنب إدانة الدعم السريع"
وأضاف البيان السوداني: "تجنب البيان الأميركي إصدار إدانة صريحة وواضحة وحصرية ضد الميليشيا (في إشارة للدعم السريع) المسؤولة عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي والجرائم ضد الإنسانية في السودان".
وتابع البيان: "وسعى البيان بطريقة متعسفة لتوزيع الإدانة بإقحام القوات المسلحة السودانية في مسائل لا صلة لها بها".
وأشارت الخارجية السودانية في بيانها إلى أن "الخارجية الأميركية تجاهلت حقيقة أن الحدود السودانية التشادية، التي تنتشر فيها الميليشيا (الدعم السريع)، هي المعبر الأساسي للأسلحة والمعدات التي تستخدمها الميليشيا لقتل الشعب السوداني وارتكاب كل الفظائع المعروفة عنها"، حسب قولها.
واعتبرت الخرطوم أن "بيان الخارجية الأمريكية تضمن أن المليشيا (الدعم السريع) تنهب البيوت والأسواق ومستودعات المساعدات الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها، فإنه يلوم القوات المسلحة على عدم وصول المساعدات إلى تلك المناطق".
وأكدت الخارجية السودانية التزام الحكومة بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية، الموقع في 11 مايو/ أيار 2023.
قلق أميركي
وأمس الجمعة، قالت خارجية الولايات المتحدة في بيان: "نشعر بقلق عميق إزاء القرار الأخير الذي اتخذته القوات المسلحة السودانية بحظر المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تشاد".
وأضافت: "تفيد التقارير بأن القوات المسلحة السودانية تعرقل وصول المساعدات إلى المجتمعات المحلية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع".
ودعت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى السماح فورًا بإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء السودان.
وأسفرت محادثات برعاية سعودية أميركية، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 11 مايو/ أيار الماضي، عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربًا خلّفت حوالي 13 ألف و900 قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.
وقبل أسبوع أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، أن "الجيش السوداني لن يترك السلاح إلا بعد القضاء على المتمردين"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.