وسط عرقلة إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، تتزايد المخاوف بشأن خنق الجهود الإنسانية، وتأثير ذلك على المفاوضات الجارية لانتزاع وقف لإطلاق النار في القطاع.
وعن تداعيات منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن هذه الخطوة تشكل خطرًا كبيرًا على الصفقة المحتملة وفقًا لعديد المسؤولين الغربيين، لاسيما أن حماس وضعت زيادة عدد الشاحنات إلى 400 شاحنة يوميًا شرطًا أساسيًا حاسمًا لأي تبادل محتمل للأسرى والمحتجزين.
وقالوا إن استهداف الجيش الإسرائيلي بالنار قوافل المساعدات الإنسانية والشحنات التي تحرسها شرطة حماس؛ أعاق هذه العملية، لا سيما أن الخطة الناشئة التي توسطت فيها مصر للسماح لرجال الشرطة الفلسطينية بالعودة إلى العمل بدون أسلحتهم وزيهم العسكري من أجل حراسة القوافل؛ لم تؤت ثمارها بعد.
وفي هذا الصدد نوهت الصحيفة إلى إسقاط الجيش الإسرائيلي منشورات على رفح تحمل صورة لسيارة شرطة مدمرة، بعدما قصفتها طائرة حربية أثناء حراستها قافلة مساعدات. وجاء في المنشورات أن إسرائيل لن تسمح للأجهزة الأمنية في غزة بمواصلة العمل.
"تعطيل العمل الإنساني"
بدورها، سلطت مجلة "تايم" الأميركية في تقرير لها الضوء على وقف إسرائيل تجديد تأشيرات الدخول وتصاريح العمل لعدد كبير من عمال الإغاثة الذين يؤدون دورًا حاسمًا في تقديم المساعدة للفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت إن القرار طال مجموعة واسعة من موظفي الإغاثة، بمن فيهم المدراء القطريون وفرق الاستجابة للطوارئ والإدارة العليا لمختلف المنظمات الدولية العاملة في المنطقة.
وتابعت المجلة أن رابطة وكالات التنمية الدولية التي تمثل كيانات مثل أوكسفام ومنظمة العفو الدولية؛ دقت ناقوس الخطر بشأن تعطيل العمل الإنساني الناجم عن وقف التأشيرات، لاسيما مع انتهاء تأشيرات أكثر من 60% من العاملين في المجال الإنساني.
وأضافت المجلة، أنه في خضم الحرب المستمرة على غزة والمناقشات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لا تزال الظروف مزرية، بينما يدرس مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خيارات بديلة بمشاركة مجلس الأمن القومي، غير أن التأخير في القرار يؤدي إلى تضييق عنق الزجاجة أمام منظمات الإغاثة.
احتمالات وقف النار في غزة
من جانبها رأت صحيفة "الإندبندنت"، أن احتمالات وقف إطلاق النار توفر الأمل في وقف التصعيد، وتدفق الإغاثة الإنسانية إلى غزة، إلا أن النجاح النهائي لأي اتفاق يعتمد على الالتزام المتبادل والديناميكيات الإقليمية الأوسع.
ونوهت الصحيفة، إلى أن ذلك يستلزم وقف خطط الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح، وأي انتهاك يمكن أن يؤدي إلى تصعيد سريع.
وأضافت: "بعيدًا عن الآثار المباشرة على غزة، يمكن أن يكون لوقف إطلاق النار تأثيرات أوسع نطاقًا، مما يؤدي إلى تقليل التوترات على المستوى الإقليمي، وحتى في البحر الأحمر وخليج عدن، وقد يؤدي أيضًا إلى توقف الهجمات على القواعد الأميركية، وتجنب مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة".
أما صحيفة "نيويورك تايمز" فقد استعرضت في تقرير لها دوافع الخلاف بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو.
وقالت الصحيفة: "إنه بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب غزة، اتخذ بايدن ونتنياهو نهجين متباينين تجاه حل الأزمة، إذ يريد نتنياهو استمرار الحرب، حتى مع وقف مؤقت لإطلاق النار من أجل الإفراج عن المحتجزين، بينما يؤكد بايدن إمكانية تحقيق السلام وإعادة الاصطفاف على نطاق أوسع في المنطقة.
خلاف بايدن ونتنياهو
واختلاف وجهات النظر بين بايدن ونتنياهو وفق الصحيفة، يرجع إلى الأجندة السياسية لكل منها؛ إذ يسعى نتنياهو إلى إطالة أمد الصراع لتأخير المساءلة عن أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، بينما يهدف بايدن إلى إنهاء الحرب بسرعة لإرضاء الناخبين اليساريين قبل إعادة انتخابه.
كما أن تحدي نتنياهو لبايدن يعكس إستراتيجيته السياسية لتصوير نفسه مدافعًا قويًا ضد الضغوط الخارجية من أجل حل الدولتين، ومع ذلك، فإن موقفه يخاطر بتنفير الحلفاء الرئيسيين، وخاصة الولايات المتحدة، التي تلعب دورًا حاسمًا في الدعم والدفاع عن إسرائيل ومكانتها الدولية.
من جانبه، نشر موقع "أكسيوس" تقريرًا عن التوترات المتصاعدة بين بايدن ونتنياهو بشأن احتمال فقدان الدعم لإسرائيل، وتأكيد نتنياهو في المقابل أن غالبية الأميركيين ما زالوا يدعمون تل أبيب.
وأضاف الموقع أن بايدن حذر من أن إسرائيل تخاطر بخسارة الدعم الدولي بسبب سياسات حكومتها، وذكر بشكل خاص وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
ومع ذلك، حدّد بايدن أيضًا مسارًا محتملًا للمضي قدمًا، مقترحًا اتفاق المحتجزين ووقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، بما قد يفتح آفاقًا لمشاركة دبلوماسية أوسع.
وتابع، "في المقابل رفض نتنياهو تصريحات بايدن، زاعمًا أن حكومته نجحت في مواجهة الضغوط الدولية وحصلت على الدعم لمواصلة الحرب حتى ما أسماه النصر الكامل".